الرواية وقال إنها وهم من بعض الرواة لكن القرطبي قال: لعل ذلك وقع في خاطر عمر، فيكون من قبيل الإلهام ويحتمل أن يكون فهم ذلك من قوله تعالى {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} [التوبة: 113] ويؤيده رواية أخرى للبخاري، وفيها "تصلي عليه وقد نهاك الله أن تستغفر لهم" وعند ابن مردويه "فقال عمر: أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ قال: أين؟ قال: قال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} فكأن عمر رضي الله عنه فهم من الآية المذكورة أن "أو" ليست للتخيير، بل للتسوية، أي إن الاستغفار لهم وعدم الاستغفار لهم سواء وفهم عمر أيضا من قوله {سبعين مرة} أنها للمبالغة وأن العدد المذكور لا مفهوم له، بل المراد نفي المغفرة لهم، ولو كثر الاستغفار فيحصل من ذلك أن الاستغفار لهم عبث نهي عنه، وفهم أيضا أن المقصود الأعظم من الصلاة على الميت الاستغفار له، والشفاعه له، فالنهي عن الاستغفار له يستلزم النهي عن الصلاة.
(فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله عز وجل {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره} فترك الصلاة عليهم) وعند الواقدي "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أطال على جنازة قط ما أطال على جنازة عبد الله بن أبي من الوقوف" وفي رواية أن عمر رضي الله عنه ترك رأيه وصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-[فقه الحديث]-
وفاة عمر
قصة وفاة عمر رضي الله عنه أخرجها البخاري تحت باب: قصة البيعة والاتفاق على عثمان رضي الله عنه، قال البخاري: وفيه مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أخرجها عن عمرو بن ميمون قال: "إني لقائم ما بيني وبينه - يقصد عمر - إلا عبد الله بن عباس، غداة أصيب" - كان ذلك بعد عودته من الحج، سنة ثلاث وعشرين - "وكان إذا مر بين الصفين قال: استووا، حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر، وربما قرأ سورة يوسف أو نحو ذلك في الركعة الأولى، حتى يجتمع الناس، فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني - أو أكلني - الكلب، حين طعنه، فطار العلج - بكسر العين وسكون اللام، الحمار "بسكين ذات طرفين، لا يمر على أحد، يمينا ولا شمالا، إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا، فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه" وعند ابن سعد بإسناد صحيح إلى الزهري قال: كان عمر لا يأذن لسبي قد احتلم، في دخول المدينة، حتى كتب المغيرة بن شعبة - وهو على الكوفة - يذكر غلاما عنده صانعا ويستأذنه أن يدخله المدينة ويقول: إن عنده أعمالا تنفع الناس إنه حداد نقاش نجار، فأذن له، فضرب عليه المغيرة كل شهر مائة فشكى إلى عمر شدة الخراج، فقال له: ما خراجك بكثير في جنب ما تعمل فانصرف ساخطا، فلبث عمر ليالي فمر به العبد فقال: ألم أحدث أنك تقول: لو أشاء لصنعت رحى تطحن بالريح؟ فالتفت إليه عابسا فقال: لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها، فأقبل عمر على من معه، فقال: توعدني العبد فلبث ليالي ثم اشتمل على خنجر ذي رأسين نصابه وسطه فكمن في زاوية من زوايا المسجد في الغلس" في الفجر وقبله "حتى خرج عمر يوقظ الناس: الصلاة. الصلاة.
وكان عمر يفعل ذلك فلما