(حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري) "إني" يجوز فتح الهمزة وكسرها، ورؤية الري على سبيل الاستعارة، كأنه لما جعل الري جسما أضاف إليه ما هو من خواص الجسم، وهو كونه مرئيا، وكان الأصل أن يقول: حتى رأيت الري بالفعل الماضي لكنه عبر بالمضارع استحضارا للصورة والرؤية بصرية والري بكسر الراء، ويجوز فتحها.
(ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب) في رواية البخاري "ثم ناولت عمر" وفي رواية "ثم ناولت فضلي" والفضل والفضيلة ما فضل.
(قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: العلم) "العلم" بالنصب، أي أولته العلم، وبالرفع، أي المؤول به هو العلم، وفي رواية "فقالوا: هذا العلم الذي آتاكه الله، حتى إذا امتلأت فضلت منه فضلة، فأخذها عمر، قال: أصبتم" فإن صحت هذه الرواية احتمل أن يكون بعضهم أول، وبعضهم سأل، ووجه التعبير بذلك من جهة اشتراك اللبن والعلم في كثرة النفع، وكونها سببا للصلاح، فاللبن للغذاء البدني، والعلم للغذاء المعنوي.
(بينما أنا نائم رأيتني على قليب) "القليب" البئر غير المطوية، أي غير المبينة، وغير السقوفة.
(عليها دلو) "الدلو" يذكر ويؤنث، وفي الرواية الخامسة "أريت أني أنزع على حوضي، أسقي الناس" وفي الرواية السادسة "أريت كأني أنزع بدلو بكرة على قليب" "بكرة" بفتح الباء وسكون الكاف على المشهور، وحكى بعضهم تثليث أوله والمراد الخشبة المستديرة التي يعلق فيها الدلو، فتلف به، قيل: ويجوز إسكان الكاف على أن المراد بها الأنثى الشابة من الإبل نسبت الدلو إليها، لأنها التي يستقى بها.
(فنزعت منها ما شاء الله) استقيت بالدلو، وأخرجت من البئر ماء، ما شاء الله في كثرته.
(ثم أخذها ابن أبي قحافة، فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين) "الذنوب" بفتح الذال الدلو المملوءة.
(وفي نزعه - والله يغفر له - ضعف) بسكون العين، مع فتح الضاد وضمها، لغتان مشهورتان.
وفي الرواية الخامسة "فجاءني أبو بكر، فأخذ الدلو من يدي ليروحني" بضم الياء وفتح الراء وتشديد الواو المكسورة أي ليريحني من النصب والتعب "فنزع دلوين، وفي نزعه ضعف" وفي الرواية السادسة "فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين فنزع نزعا ضعيفا"
(ثم استحالت غربا) "الغرب" بفتح الغين وسكون الراء، الدلو الكبيرة العظيمة، أي ثم تحولت الدلو الصغيرة إلى كبيرة.
(فأخذها ابن الخطاب، فلم أر عبقريا من الناس، ينزع نزع عمر بن الخطاب) "العبقري" بكسر الراء وتشديد الياء، قيل: السيد، وقيل: الذي ليس فوقه شيء، وقيل: النافذ الماضي الذي لا شيء يفوقه، قال أبو عمر: عبقري القوم سيدهم وقيمهم وكبيرهم، والمعنى: فلم أر عظيما من