قال النووي: "يرعني" بفتح الياء وضم الراء، ومعناه لم يفجأني إلا ذلك، قال "برجل" هكذا هو في جميع النسخ، بالباء، أي لم يفجأني الأمر في الحال إلا برجل اهـ.

وجملة "قد أخذ بمنكبي" صفة "رجل"

(فالتفت إليه فإذا هو علي فترحم على عمر) أي دعا له بالرحمة وفي رواية للبخاري "فقال: يرحمك الله".

(وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك) "ما خلفت" بفتح الخاء وتشديد اللام المفتوحة والتاء للخطاب والمعنى لا أحد أحب أن ألقى الله بمثل عمله إلا أنت، أي أتمنى أن ألقى الله بمثل عملك.

(وأيم الله) "أيم" اسم، خبر لمبتدأ محذوف أي يمين الله قسمي وجوز بعضهم جره بحرف القسم.

(إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك) رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وفي آخر رواية "فإن كنت لأرجو - أو لأظن - أن يجعلك الله معهما" وإعادة الجملة السابقة للتأكيد، و"إن" مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، أي إن الحال والشأن أنني كنت أظن وأعتقد أن الله سيجعلك في صحبة صاحبيك في الجنة وفي الفضل، بل وفي مكان الدفن، فقد استأذن - قبل أن يموت - عائشة في أن يدفن في بيتها مع صاحبيه فأذنت له.

ثم علل هذا الظن أنه فهمه من كثرة الملازمة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي بكر وعمر

(بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون وعليهم قمص) بضم القاف والميم، جمع قميص، والرؤيا رؤيا منام "ويعرضون" بضم الياء من العرض يوم القيامة، ومقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة آحادا، أي على كل واحد قميص.

(منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك) "الثدي" بضم الثاء وكسر الدال وتشديد الياء، ومن المعروف أن القميص يلبس على الصدر إلى الركبة غالبا، فكونه إلى الثدي كناية عن القصر والصغر، وكونه دون ذلك أي أعلى من الثدي أو تحت الثدي كناية عن القصر أيضا.

(ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره) أي يلبسه، فيسبغ جسمه كله، حتى يجره على الأرض لطوله.

(قالوا: ماذا أولت ذلك يا رسول الله؟ ) جاء في بعض الروايات أن السائل عن ذلك أبو بكر

(قال: الدين) قال أهل تعبير المنام: القميص في المنام معناه الدين، وجره يدل على بقاء آثاره الجميلة، وسنته الحسنة في المسلمين بعد وفاته، ليقتدي به.

(بينا أنا نائم إذ رأيت قدحا، أتيت به، فيه لبن فشربت منه) أي من القدح أو من اللبن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015