(فأتينا برطب من رطب ابن طاب) قال النووي: نوع من الرطب معروف، يقال له: رطب ابن طاب وتمر ابن طاب، وعذق ابن طاب، وعرجون ابن طاب وهو مضاف إلى ابن طاب رجل من أهل المدينة.

(فأولت الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة) مفعول "أولت" بتشديد الواو المفتوحة محذوف أي أولت الرؤيا وعبرتها بالرفعة للمسلمين في الدنيا.

(وأن ديننا قد طاب) أي كمل، واستقرت أحكامه، وتمهدت قواعده.

(أراني في المنام) بفتح الهمزة من الرؤيا، أي رأيت نفسي في المنام وفي رواية البخاري "أراني أتسوك بسواك، فجاءني رجلان" وعند أبي داود عن عائشة رضي الله عنها "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان، فأوحي إليه أن أعط السواك الأكبر" وهذا يقتضي أن تكون القضية وقعت في اليقظة، وجمع العلماء بين روايتنا ورواية أبي داود باحتمال أن القضية وقعت في المنام، ووقعت في اليقظة، ولما وقعت في اليقظة أخبرهم صلى الله عليه وسلم بما رآه في النوم، تنبيها على أن أمره بذلك وحي متقدم.

(فجذبني رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما) أي جذب انتباهي، ورغبتي في إعطاء السواك أحدهما أولا، كل منهما له وجه في استحقاق التقديم، ولعل الأصغر سنا كان أعلم من الأكبر، أو أفضل في التقوى وكانا في المواجهة مثلا أما لو كان أحدهما على اليمين والآخر على الشمال فقد قال المهلب: السنة حينئذ تقديم الأيمن.

(فقيل لي: كبر. فدفعته إلى الأكبر) في رواية لأحمد أن القائل له جبريل عليه السلام، ولفظها "إن جبريل أمرني أن أكبر" ولفظ الطبراني "أمرني جبريل أن أكبر" فمعنى "فناولت السواك الأصغر منهما" أي مددت يدي بالسواك ولم يتسلمه المعطى، ففيه مجاز المشارفة، أي قاربت مناولته ومعنى "كبر" بفتح الكاف وتشديد الباء المكسورة، أي اقصد الكبير سنا وقدمه.

(فذهب وهلى) قال ابن التين: رويناه بفتح الهاء، والذي ذكره أهل اللغة بسكونها، وقال النووي: يقال: وهل بفتح الهاء، يهل بكسرها، وهلا بسكونها، مثل ضرب يضرب ضربا، أي غلط وذهب وهمه إلى خلاف الصواب، وأما وهلت بكسرها، أوهل بسكون الواو وفتح الهاء، وهلا بالتحريك كحذرت أحذر حذرا، فمعناه فزعت، والمعنى هنا ذهبت وهمي وظني واعتقادي.

(إلى أنها اليمامة أو هجر) في رواية للبخاري "أو الهجر" واليمامة مدينة كبيرة بين مكة والمدينة، و"هجر" بلد كبير معروف في البحرين وهي من مساكن عبد القيس وقد سبقوا غيرهم من القرى إلى الإسلام وقيل: هجر قرية صغيرة كانت قرب المدينة ورد بأن المناسب أن يهاجر إليه لا بد وأن يكون بلدا كبيرا كثير الأهل.

(فإذا هي المدينة "يثرب") قال الحافظ ابن حجر: كان ذلك قبل أن يسميها صلى الله عليه وسلم طيبة.

(أني هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد) وفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015