وقيل: هي المرفقة، ولعل عائشة رضي الله عنها بعد أن حولت الستر إلى وسادتين، أو مرفقتين، ولم يعب الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك عليها، اشترت النمرقة، ليقعد عليها صلى الله عليه وسلم، أو يتوسدها، أو يرتفقها، تكريماً له، وحباً في راحته، فكان ما كان، ولعل الله أراد لبيت النبوة التدرج في هذا، بأن ينحي الستر المصور عن الصدارة، ثم لا تتخذ الأستار المصورة مطلقاً، في الصدارة أو في غيرها، مع الترخيص باتخاذ الصور فيما يمتهن، كالوسائد والنمارق، ثم منع ما فيه صورة مطلقاً، في موضع تكريم أو موضع امتهان.
(يريد القاسم بن محمد) أحد فقهاء المدينة، قال الحافظ ابن حجر: وكان من أفضل أهل زمانه.
(يقال لهم: أحيوا ما خلقتم) أي اجعلوه حيواناً ذا روح، كما ضاهيتم، وهو أمر تعجيز، والقصد منه إظهار العجز، مبالغة في التوبيخ، وبيان قبح فعله.
وفي الرواية الواحدة والعشرين "من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس نافخ" وفي رواية "فإن الله يعذبه، حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبداً" فهذا من قبيل قوله تعالى {حتى يلج الجمل في سم الخياط} [الأعراف: 40] وكذا قولهم: لا أفعل كذا حتى يشيب الغراب.
(إن من أشد أهل النار يوم القيامة عذاباً المصورون) كذا وقع في الملحق الثاني للرواية الثامنة عشرة، وأصل الرواية لا إشكال فيه، فاسم "إن" "أشد الناس" بالنصب، و"المصورون" خبر "إن" وملحقها الأول لا إشكال فيه، حيث لم يذكر "إن" ولكن الإشكال في الملحق الثاني، إذ كان حقه أن يكون "المصورين" اسم "إن" و"من أشد" خبرها، قال الحافظ ابن حجر: واختلفت نسخ مسلم، ففي بعضها "المصورين" وهي للأكثر -ولا إشكال فيها- وفي بعضها "المصورون، ووجهت بأن "من" زائدة، واسم "إن" "أشد" ووجهها ابن مالك على حذف ضمير الشأن، والتقدير: إن الحال والشأن من أشد أهل النار يوم القيامة عذاباً المصورون.
(كنت مع مسروق، في بيت فيه تماثيل مريم) في رواية البخاري "كنا مع مسروق في دار يسار بن نمير، فرأى في صفته تماثيل" و"يسار" مدني، سكن الكوفة، وكان مولى عمر وخازنه.
(فقال مسروق: هذا تماثيل كسرى، فقلت: لا. هذا تماثيل مريم) -إشارة المذكر هنا على تقدير هذا الذي تراه تماثيل كسرى، ونقلها الحافظ ابن حجر بلفظ "فقال لي مسروق هذه تماثيل كسرى فقلت لا هذه تماثيل مريم. قال: كأن مسروقاً ظن أن التصوير كان من مجوسي، وكانوا يصورون صور ملوكهم، فظهر أن التصوير كان من نصراني، لأنهم يصورون صورة مريم والمسيح وغيرهما، ويعبدونها.
(فقال له: ادن مني ... ) كان ابن عباس قد كف بصره، فأراد أن يستوثق من إسماع الرجل