(حتى إنه يأمر بقتل كلب الحائط الصغير، ويترك كلب الحائط الكبير) "الصغير" و"الكبير" صفة للحائط، والمراد به البستان، والمراد من الغاية أن الأمر بقتل الكلاب وصل إلى كلاب الزرع، واستثنى البستان الكبير لأن الحاجة تدعو إلى حفظ جوانبه، ولا يتمكن الحارس من المحافظة عليه وحده، بخلاف الصغير.
(ثم اشتكى زيد بعد) أي مرض زيد بن خالد الجهني.
(إلا رقماً في ثوب) أي إلا أن يكون علامة في ثوب، وقد مر في باب لبس الحرير.
(ومع بسر عبيد الله الخولاني) أي معه حين سمعا الحديث من زيد بن خالد، فإن عبيد الله لم يدرك أبا طلحة. قاله ابن عبد البر.
(ولكن سأحدثكم ما رأيته فعل) أي ما رأيته وسمعته صلى الله عليه وسلم فعل وقال في هذا الموضوع.
(رأيته خرج في غزاته) في رواية البيهقي أنها غزوة تبوك، وفي رواية لأبي داود والنسائي "غزوة تبوك أو خيبر" على الشك.
(فأخذت نمطاً فسترته على الباب) النمط بفتح النون والميم واحد الأنماط، قال النووي: بساط لطيف، له خمل، وقد يجعل ستراً، كما هنا. اهـ أي جعله ستارة على باب حجرتها، وهذه الحادثة هي عينها المقصودة في الرواية العاشرة بلفظ "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، وقد سترت على بابي درنوكاً، فيه الخيل، ذوات الأجنحة" أي فيه صور خيل ذوات أجنحة، والدرنوك بضم الدال وسكون الراء، بعدها نون مضمومة، ثم كاف، ويقال له: درموك بالميم بدل النون، وهو ثوب غليظ له خمل، إذا فرش فهو بساط، وإذا علق فهو ستر.
وهي عينها المقصودة في الرواية الحادية عشرة، بلفظ "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم" أي دخل بيتي قادماً من سفر "وأنا متسترة بقرام" قال النووي: هكذا هو في معظم النسخ "متسترة" بتاءين، بينهما سين، وفي بعضها "مستترة" بتاءين بعد السين، أي متخذة ستارة من قرام، بكسر القاف، وتخفيف الراء، وهو ستر، فيه رقم ونقش، "فيه صورة" أي صورة خيل ذوات أجنحة.
وهي عينها المقصودة في الرواية الثانية عشرة، بلفظ "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سترت سهوة لي بقرام، فيه تماثيل" والسهوة بفتح السين وسكون الهاء، قيل: هي الصفة -أي ما يشبه المصطبة في جانب البيت، وقيل: هي الكوة كالنافذة، وقيل: الرف، وقيل: أربع أعواد أو ثلاثة، يعارض بعضها ببعض، يوضع عليها شيء من الأمتعة، وقيل: هي أن يبني من حائط البيت حائط صغير، كحجرة داخل حجرة، ويجعل السقف على الجميع، فما كان وسط البيت فهو السهوة، وما كان داخله فهو المخدع، وقيل: هي دخلة في ناحية البيت، وقيل: بيت صغير، يشبه المخدع.