(فقلت: قد فعلت الذي قلت لي) أطلق الفعل على القول، أي قلت الذي قلت لي، أو فعلت الإسرار بالذي قلت لي، وأخبرته صلى الله عليه وسلم بالذي عندنا.
(فأخرجت له عجينتنا) تاء الفاعل لجابر، أي أخرجها من حجرتها إليه صلى الله عليه وسلم، أو كشف غطاءها عنها، بعد أن جاء يحملها، فهي قدر صاع.
(فبصق فيها، وبارك) قال النووي: هكذا هو في أكثر الأصول "فبصق" وفي بعضها "فبسق" وهي لغة قليلة، والمشهور بصق وبزق. اهـ
(ثم عمد إلى برمتنا، فبصق فيها وبارك) "عمد" بفتح الميم، أي قصد واتجه نحو البرمة، وهي على النار.
(ثم قال) لامرأتي.
(ادعي خابزة فلتخبز معك) قال النووي: "ادعي" هذه اللفظة وقعت في بعض الأصول هكذا، بعين ثم ياء، وهو الصحيح الظاهر، لأنه خطاب للمرأة، ولهذا قال: "فلتخبز معك" وفي بعضها "ادعوني" بواو ونون، وفي بعضها "ادعني" وهما أيضاً صحيحان، وتقديره: اطلبوا واطلب لي خابزة. اهـ
(واقدحي من برمتكم، ولا تنزلوها، أي واغرفي من برمتكم، ولا تنزليها أنت ولا أحد من الموجودين) يقال: قدحت المرق أقدحه، بفتح الدال، أي غرفته.
(وهم ألف) جملة مستأنفة استئنافاً بيانياً، أو حالية من فاعل "لأكلوا" داخلة في جواب القسم.
(حتى تركوه، وانحرفوا) أي حتى تركوا الطعام شبعا، وانصرفوا عنه عدم رغبة فيه.
(وإن برمتنا لتغط كما هي) الجملة حالية، و"تغط" بكسر الغين، وتشديد الطاء، أي تغلي، ويسمع غليانها، ومنه غطيط النائم، وهو صوت نفسه حين يتردد في خياشيمه، والمعنى أن البرمة كانت تغلي بما فيها، كما كانت قبل الغرف منها.
(وإن عجينتنا لتخبز كما هو) كان الأصل أن يقول: كما هي، ليعود الضمير على العجينة باعتبار لفظها، ولكنه أعاد الضمير عليها مذكراً باعتبارها عجيناً.
(عن أنس بن مالك قال: قال أبو طلحة لأم سليم) أبو طلحة هو زيد بن سهل الأنصاري، وأم سليم من السابقين إلى الإسلام من الأنصار، وكانت زوجة لمالك بن النضر في الجاهلية، وولدت له أنساً قبل أن تسلم، ولما أسلمت غضب زوجها مالك، فخرج إلى الشام، ومات بها، فخطبها أبو طلحة، فقالت له: ما مثلك يرد يا أبا طلحة، ولكنك امرؤ كافر، وأنا مسلمة، لا تحل لي، فإن تسلم فذلك