علينا" "يسب" بضم الياء وفتح السين بالبناء للمجهول من السب وعند بعض رواة مسلم "يشب" بفتح الياء وكسر الشين من الشباب قال النووي: والصواب الأول.
(ولكن نرهنك اللأمة) بتشديد اللام وسكون الهمزة وفسرها سفيان الراوي عن عمرو الراوي عن جابر بالسلاح قال النووي: وهو كما قال اهـ. وقال بعض أهل اللغة: اللأمة الدرع فعلى هذا إطلاق السلاح عليها من إطلاق اسم الكل على البعض وفي رواية "ولكنا نرهنك سلاحنا مع علمك بحاجتنا إليه قال: نعم" وفي رواية للواقدي "وإنما قالوا ذلك - وعرضوا عليه رهن السلاح- لئلا ينكر مجيئهم بالسلاح".
(وواعده أن يأتيه بالحارث وأبي عبس بن جبر وعباد بن بشر) أي أخذ إذنه وموافقته على أن يستصحب معه في الليل هؤلاء الثلاثة وفي رواية البخاري "فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة" فعلى هذا كانوا خمسة. أما الحارث فهو الحارث بن أوس بن أخي سعد بن عبادة وأما أبو عبس -بالباء- فاسمه عبد الرحمن وقيل: عبد الله والصحيح الأول وهو ابن جبر بإسكان الباء ويقال: ابن جابر وهو أنصاري من كبار الصحابة شهد بدرا وسائر المشاهد وكان اسمه في الجاهلية عبد العزى قال النووي: ووقع في بعض نسخ مسلم "وأبو عبس" بالواو وهو صحيح ويكون معطوفا على الضمير المستتر في "يأتيه".
(فجاءوا فدعوه ليلا) وعند الخرساني في مرسل عكرمة "فلما كان في القائلة أتوه ومعهم السلاح" والصحيح أن إتيانهم كان ليلا والذي دعاه وناداه منهم أبو نائلة فعند ابن إسحق "فهتف به أبو نائلة".
(فنزل إليهم) فيه مجاز المشارفة ليصح ترتيب الأحداث أي فأراد النزول إليهم فقالت له امرأته ... وعند ابن إسحق "لما انتهى هؤلاء إلى حصن كعب هتف به أبو نائلة -وكان حديث عهد بعرس فوثب في ملحفة له فأخذت امرأته بناحيتها وقالت: إلى أين في مثل هذه الساعة؟ أنت امرؤ محارب لا تنزل في هذه الساعة.
(إني لأسمع صوتا كأنه صوت دم) كناية عن صوت طالب الشر وفي رواية البخاري "أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم"
(قال: إنما هذا محمد بن مسلمة ورضيعه وأبو نائلة إن الكريم لو دعي إلى طعنة ليلا لأجاب)
قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ قال القاضي رحمه الله تعالى: قال لنا شيخنا القاضي الشهيد: صوابه أن يقال: إنما هو محمد ورضيعه أبو نائلة وكذا ذكر أهل السير أن أبا نائلة كان رضيعا لمحمد بن مسلمة ووقع في صحيح البخاري "ورضيعي أبو نائلة" اهـ.
وعند ابن إسحق "إنه أبو نائلة لو وجدني نائما ما أيقظني -أي لحرصه على راحتي- فقالت: والله إني لأعرف من صوته الشر فقال لها: لو دعي الفتى إلى طعنة لأجاب".