التي فيها تعب لكنه تعب في مرضاة الله تعالى فهو محبوب لنا والذي فهم المخاطب منه العناء الذي ليس بمحبوب.
(قال: وأيضا) أي قال كعب: وأيضا أي وزيادة على ذلك وقد فسره بعد ذلك بقوله:
(والله لتملنه) بفتح التاء والميم وتشديد اللام من مل بمعنى ضجر والمعنى والله لتزيدن ملالتكم له أكثر من هذا.
وعند الواقدي "أن كعبا قال لأبي نائلة: أخبرني ما في نفسك ما الذي تريدون في أمره؟ قال: خذلانه والتخلي عنه قال: سررتني".
(قال: إنا قد اتبعناه الآن) أي وقعنا في إعلان الإسلام واتباعه.
(ونكره أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير أمره) زاد ابن إسحق "قال محمد: كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء عادتنا العرب ورمتنا عن قوس واحدة وقطعت عنا السبل حتى جاع العيال وجهدت الأنفس وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا فقال كعب بن الأشرف: أما والله لقد أخبرتكم أن الأمر يصير إلى هذا".
(قال: وقد أردت أن تسلفني سلفا) وفي رواية "قال كعب: أما مالي فليس عندي اليوم ولكن عندي التمر" وفي رواية البخاري "وقد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين" وقوله "أو وسقين" شك من الراوي والوسق بفتح الواو وكسرها مكيلة معلومة للعرب سعتها ستون صاعا والصاع خمسة أرطال وثلث زاد في رواية "قال كعب: وأين ذهب طعامكم؟ قالوا: أنفقناه على هذا الرجل وعلى أصحابه قال: ألم يأن لكم أن تعرفوا ما أنتم عليه من الباطل؟ "
(قال: فما ترهنني؟ ) بفتح التاء أي فماذا تضع عندي رهنا مقابل التمر؟ وفي رواية البخاري "فقال: نعم ارهنوني".
(قال: ما تريد؟ ) في رواية البخاري "أي شيء تريد"؟
(قال: ترهنني نساءكم) في رواية البخاري "ارهنوني نساءكم".
(قال: أنت أجمل العرب أنرهنك نساءنا؟ ) في رواية البخاري "كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟ " زاد ابن سعد "ولا نأمنك وأي امرأة تمنع منك؟ وفي رواية "وأنت رجل حسان -بضم الحاء وتشديد السين- تعجب النساء" ولعلهم قالوا ذلك تهكما أو خداعا وترضية وإثارة للعجب والزهو وكان فعلا جميلا.
(قال: ترهنوني أولادكم قال: يسب ابن أحدنا فيقال: رهن في وسقين من تمر) في رواية البخاري "كيف نرهنك أبناءنا؟ فيسب أحدهم فيقال: رهن بوسق أو وسقين؟ هذا عار