بمقاساة الأمور وجمع الأموال على وجوهها وصرفها في وجهها وحفظ الرعية والشفقة عليهم والذب عنهم وإنصاف بعضهم من بعض ثم متى وقعت غلطة أو عتب في بعض ذلك توجه على الأمراء دون الناس.
(غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن) "هوازن" قبيلة كبيرة من العرب فيها عدة بطون ينسبون إلى هوازن بن منصور بن عكرمة .. ابن مضر وهم القوم الذين قاتلهم المسلمون في غزوة حنين.
(فبينما نحن نتضحى) أي نتغذى مأخوذ من الضحاء بفتح الضاد وهو الوقت الذي بعد امتداد النهار وبعد الضحى بضم الضاد وفي رواية لأحمد "ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتصبحون" أي يأكلون وجبة الصباح.
(إذ جاء رجل على جمل أحمر فأناخه) قريبا من المسلمين وقد نزلوا منزلا يستريحون في الطريق قبل المعركة ففي رواية لأحمد "نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فجاء عين من المشركين" وفي رواية له "رجل شاب".
(ثم انتزع طلقا من حقبه فقيد به الجمل) قال النووي: أما الطلق بفتح الطاء واللام وهو العقال من جلد وأما قوله "من حقبه" فهو بفتح الحاء والقاف وهو حبل الشد على حقو البعير قال القاضي: لم يرد هذا الحرف إلا بفتح القاف قال: وكان بعض شيوخنا يقول: صوابه بإسكانها أي مما احتقب خلفه وجعله في حقيبته وهي الرمادة في مؤخر القتب ووقع هذا الحرف في سنن أبي داود. "حقوه" وفسره مؤخره قال القاضي: والأشبه عندي أن يكون "حقوه" في هذه الرواية "حجزته وخرامه" والحقو: معقد الإزار من الرجل وبه سمي الإزار حقوا ووقع في رواية "من جعبته" فإن صح ولم يكن تصحيفا فله وجه بأن علقه بجعبة سهامه وأدخله فيها. اهـ.
والمقصود أن الرجل استخرج حبلا قيد به جمله ففي رواية لأحمد "فانتزع شيئا من حقب البعير فقيد به البعير".
(ثم تقدم يتغدى مع القوم) في رواية لأحمد "ثم جاء يمشي حتى قعد معنا يتغدى" وفي رواية "فدعوه إلى طعامهم".
(وجعل ينظر) في القوم يجمع في نفسه معلومات عن المسلمين عددا وظهرا وصحة وقوة وعتادا.
(وفينا ضعفة ورقة في الظهر وبعضنا مشاة) قال النووي: "ضعفة" ضبطوه على وجهين الصحيح المشهور ورواية الأكثرين بفتح الضاد وإسكان العين أي حالة ضعف وهزال قال القاضي: وهذا الوجه هو الصواب والثاني بفتح العين جمع ضعيف وفي بعض النسخ "وفينا ضعف" بحذف الهاء. اهـ. وفي رواية لأحمد "وعامتنا مشاة" وفي رواية "فنظر في القوم فإذا ظهرهم فيه قلة وأكثرهم مشاة".