(أما معاوية فصعلوك لا مال له) بضم الصاد وسكون العين، أي فقير. فقوله "لا مال له" تأكيد لفقره، وليس المراد نفي أن يكون له مال أصلاً، ولكنه من قبيل: اعتبار القليل في حكم العدم. وفي الرواية الثالثة عشرة "أما معاوية فرجل ترب لا مال له" بفتح التاء وكسر الراء، أي كفه والتراب، أي فقير. وفي الرواية الرابعة عشرة "إن معاوية ترب خفيف الحال".
(وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه) قيل: كناية عن كثرة أسفاره، مما يضر بالزوجة، والعاتق ما بين العنق والمنكب، وقيل: معناه أنه يحمل عصاه على كتفه دائمًا ليضرب بها زوجته، ففي الرواية الثالثة عشرة "وأما أبو جهم فرجل ضراب للنساء" وفي الرواية الرابعة عشرة "وأبو الجهم منه شدة على النساء - أو يضرب النساء" قال النووي عن هذه الرواية "أبو الجهيم" بضم الجيم مصغر، والمشهور أنه بفتحها مكبر، وهو المعروف في باقي الروايات وفي كتب الأنساب وغيرها. وأبو جهم هذا هو ابن حذيفة القرشي العدوي.
(انكحي أسامة بن زيد، فكرهته، ثم قال: انكحي أسامة) "فكرهته" أي فكرهت نكاحه، لأنه كان مولى، فهو ابن زيد بن حارثة، الذي كان عبدًا لخديجة رضي الله عنها، ثم عبدًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أعتقه وتبناه، ثم زوجه حاضنته أم أيمن، فكان أسامة ابنه، وهي قرشية، وفوق ذلك أن أسامة كان أسود اللون جدًا، وهي تتيه بجمالها.
وفي الرواية الثالثة عشرة "ولكن أسامة بن زيد. فقالت بيدها هكذا. أسامة. أسامة" أي أشارت بيدها إشارة طرد واحتقار، تلوح بها إلى الأمام، أو إشارة رفض، تلوح بها يمينًا وشمالاً. تعني: لا. لا.
(فنكحته، فجعل الله فيه خيرًا، واغتبطت به) قال النووي: ولم تقع لفظة "به" في أكثر النسخ، و"اغتبطت" بفتح التاء والباء، والغبطة أن يتمنى مثل حال المغبوط من غير إرادة زوال النعمة عنه، يقال: غبطته بما نال، أغبطه، بكسر الباء، غبطًا وغبطة، فاغتبط. اهـ. ومعنى فاغتبطت به سعدت به. وفي ملحق الرواية الخامسة عشرة "فتزوجته، فشرفني الله بابن زيد، وكرمني الله بابن زيد" قال النووي: وفي بعض النسخ "بأبي زيد" في الموضعين على أنه كنية، وكلاهما صحيح، فهو أسامة بن زيد، كنيته أبو زيد، ويقال: أبو محمد.
(تضعين ثيابك عنده) "عنده" متعلق بمحذوف حال من ضمير "تضعين" وليس متعلقًا بتضعين، إذ ليس المعنى وضع الثياب عنده كأمانة، ولكن المعنى تضعين ثيابك وتكشفي عورتك مادمت عنده، لأنه لا يراك.
(كتبت ذلك من فيها كتابًا) أي كتبت حديثها أخذًا من لسانها بدون واسطة، و"كتابًا" يستعمل اسمًا لما سطر، ويستعمل مصدرًا بمعنى كتابة، والمراد الثاني، أي كتبت حديثها كتابة ولم أكتف بالسماع.
(فأبى مروان أن يصدقه في خروج المطلقة من بيتها) أي فأبى مروان أن يصدق حديث