تريد أن تراجع أنت) وفي الرواية الثانية عشرة "فغضبت يومًا على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك" وفي رواية للبخاري "وكان بيني وبين امرأتي كلام، فأغلظت لي" وفي رواية "فقمت إليها بقضيب، فضربتها به فقالت: عجبًا لك يا ابن الخطاب، ولم تنكر أن أراجعك"؟ وفي رواية الطيالسي "فقلت: متى كنت تدخلين في أمورنا؟ فقالت: يا ابن الخطاب ما يستطيع أحد أن يكلمك" وفي رواية "فصخبت" وفي أخرى "فسخبت على امرأتي، فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني".
(وإن ابنتك لتراجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان) المراد ابنته حفصة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الرواية الثانية عشرة "فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل" وفي رواية للبخاري "تقول لي هذا وابنتك تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم"؟ .
(لا يغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها وحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إياها) وفي الرواية الثانية عشرة" ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك -يريد عائشة" "إن كانت "بفتح همزة" أن "وكسرها. والمراد من جارتها ضرتها، أو هو على الحقيقة، لأنها كانت مجاورة لها في المسكن، والعرب تطلق على الضرة جارة، لتجاورهما المعنوي، لكونهما عند شخص واحد. و"أوسم" من الوسامة، وهي العلامة، والمراد أجمل، كأن الجمال وسمها وعلمها بعلامة. وفي رواية البخاري "أوضأ" من الوضاءة. والمعنى لا تغتري بكون عائشة تفعل ما نهيتك عنه، فلا يؤاخذها بذلك، فإنها تدل بجمالها ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لها، فلا تغتري أنت بذلك، لاحتمال أن لا تكوني عنده في تلك المنزلة، فلا يكون لك من الإدلال مثل الذي لها. وعند ابن سعد "أنه ليس لك مثل حظوة عائشة" وفي الرواية التاسعة "والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقك".
(ثم خرجت حتى أدخل على أم سلمة، لقرابتي منها) "أدخل" مراد به دخلت، والتعبير بالمضارع لاستحضار الصورة وقرابته من أم سلمة ترجع إلى أن أم عمر كانت مخزومية، مثل أم سلمة، وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة، ووالدة عمر حنتمة بنت هاشم بن المغيرة، فهي بنت عم أمه، وفي رواية "ودخلت على أم سلمة، وكانت خالتي" وكأنه أطلق عليها خالة لكونها في درجة أمه، وهي بنت عمها، ويحتمل أن تكون أرضعت معها فتكون أخت أمه من الرضاع، ويحتمل أن تكون أختها لأمها. يقصد أن الأولى بالنصح القريبات.
(فأخذتني أخذًا كسرتني عن بعض ما كنت أجد) في رواية البخاري "فأخذتني واللَّه أخذًا .... " أي منعتني من الذي كنت أريده، تقول: أخذ فلان على يد فلان، أي منعه عما يريد أن يفعله، أي أخذتني بلسانها أخذًا أبعدني عن مقصدي وفي رواية لابن سعد" فقالت أم سلمة: أي والله. إنا لنكلمه، فإن تحمل ذلك فهو أولى، وإن نهانا عنه كان أطوع عندنا منك. قال عمر: فندمت على كلامي لهن" وفي رواية "قالت: ما يمنعنا أن نغار على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجكم يغرن عليكم" وفي رواية "قالت: يا عمر أما في رسول الله ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت"؟