(فدخل على حفصة، فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس) أي أقام عندها أكثر مما كان يقيم عندها، أو أكثر مما كان يقيم عند غيرها.
(فسألت عن ذلك) في رواية البخاري "قالت عائشة: فغرت، فسألت ... " وقد بينت كيفية السؤال في حديث لابن عباس، ولفظه "فأنكرت عائشة احتباسه عند حفصة، فقالت لجويرية حبشية عندها، يقال لها: خضراء: إذا دخل على حفصة فادخلي عليها - أي بحجة ما - فانظري ما يصنع؟ ".
(فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل) "العكة" بضم العين، وقد تفتح، زق صغير بكسر الزاي، أي وعاء صغير من جلد مقصوص الشعر، يوضع ويخزن فيه السمن غالبًا، والمراد من العسل هنا عسل النحل.
(فسقت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منه شربة) ورد أنه صلى اللَّه عليه وسلم كان يأخذ منه بإصبعه، فالمراد من الشربة ما يشرب.
(أما واللَّه لنحتالن له) يقال: احتال عليه طلب منه الشيء بالحيلة، والحيلة وسيلة بارعة تحيل الشيء عن ظاهره، ابتغاء الوصول إلى المقصود، واللام في "له" للتعليل، وفي الكلام مضاف محذوف، أي لمنعه من الاحتباس عند حفصة، و"أما" بتخفيف الميم، حرف استفتاح للتأكيد، مثل "ألا".
(فذكرت ذلك لسودة) أي ذكرت الرغبة في الاحتيال ومحاولة منعه من الاحتباس.
(إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك، فقولي له: أكلت مغافير؟ ) في رواية "فذكرت ذلك لسودة، وقلت لها: إنه إذا دخل عليك سيدنو منك ... " وفي رواية "إذا دخل على إحداكن فلتأخذ بأنفها، فإذا قال: ما شأنك؟ فقولي: ريح المغافير".
(وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح) أي الكريه، ومعنى "يشتد عليه" أي يكره ويبغض وجود الريح الكريه.
(جرست نحله العرفط) "جرست" بفتح الجيم والراء، أي رعت نحل هذا العسل شجر العرفط الذي صمغه المغافير.
(تقول سودة ... ) أي لعائشة بعد أن نفذت الحيلة.
(فرقا منك) أي خوفًا منك، وحرصًا على تحقيق وتنفيذ أمرك.
(فلما دخل على حفصة) أي في اليوم الثاني بعد أن سمع ما قالته عائشة وسودة وصفية.
(سبحان اللَّه) تقال في مناسبات كثيرة، وهي هنا للتحسر.