(قال ابن عباس: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}) يشير بذلك إلى قوله تعالى {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} بعد قوله {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} [التحريم: 1] أي جعل الله لنبيه تحريم ما أحل يمينًا عليه كفارته.

(فتواطيت أنا وحفصة) من التواطؤ، وهو التوافق، قال النووي: "فتواطيت" بالياء، هكذا هو في النسخ، وأصله فتواطأت بالهمز، اهـ، أي خففت الهمز، وفي البخاري "فتواصيت" بالصاد، من التواصي.

(أن أيتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل) "أيتنا" بفتح الهمزة، وتشديد الياء المفتوحة، وفتح التاء، وهي كلمة "أي" دخلت عليها تاء التأنيث وأضيفت إلى نون المتكلمين، و"ما" في "ما دخل عليها" زائدة.

(أجد منك ريح مغافير. أكلت مغافير؟ ) الكلام في "أكلت" على الاستفهام، و"المغافير" بالغين والفاء، بعدها ياء في جميع نسخ البخاري، وفي بعض نسخ مسلم في بعض المواضع من الحديث بحذفها، قال القاضي عياض: والصواب إثباتها، لأنها عوض عن الواو التي في المفرد، اهـ والمغفور صمغ حلو، له رائحة كريهة، ينضحه شجر، يقال له: العرفط، بضم العين والفاء، بينهما راء ساكنة، آخره طاء، قال القاضي عياض: وزعم المهلب أن رائحة المغافير والعرفط حسنة، وهو خلاف ما يقتضيه الحديث، وخلاف ما قاله أهل اللغة. اهـ قال الحافظ ابن حجر: ولعل المهلب قال: خبيثة. فصحفت، أو استند إلى ما نقل عن الخليل، ونسبه ابن بطال إلى العين، من أن العرفط شجر العضاة، والعضاة كل شجر له شوك، وإذا استيك به كانت له رائحة حسنة، تشبه رائحة طيب النبيذ. اهـ وعلى هذا فيكون ريح عيدان العرفط طيبًا، وريح الصمغ الذي يسيل منه غير طيبة، ولا منافاة في ذلك، ولا تصحيف. قال القرطبي في المفهم: إن رائحة ورق العرفط طيبة، فإذا رعته الإبل خبثت رائحته. قال الحافظ ابن حجر: وهذا طريق آخر في الجمع حسن جدًا.

(فدخل على إحداهما) قال الحافظ: أظنها حفصة.

(قال: بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش) "بل" للإضراب الإبطالي. أي لم آكل مغافير، بل شربت عسلاً. وفي الرواية السابعة "فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل" فهاتان روايتان في الصحيح في قصة العسل، هل الشرب كان في بيت زينب بنت جحش، والقائلتان حفصة وسودة مع عائشة؟ أو كان في بيت حفصة؟ والقائلتان عائشة وصفية. أخرجهما ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. قال السيوطي: وسنده صحيح عن ابن عباس.

قال النووي: قال القاضي عياض: ذكر مسلم أن التي شرب عندها العسل زينب، وأن المتظاهرتين عليه عائشة وحفصة، وكذلك ثبت في حديث عمر بن الخطاب وابن عباس أن المتظاهرتين عائشة وحفصة، وذكر مسلم أيضًا أن حفصة هي التي شرب عندها العسل، وأن عائشة وسودة وصفية من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015