الأمة الإسلامية ووضع عنها إصرها والأغلال التي كانت عليها. فتبارك الله أحسن الخالقين. والحمد لله رب العالمين.
-[المباحث العربية]-
(كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي في زمنه وفي حياته.
(طلاق الثلاث واحدة) "طلاق الثلاث" بدل من "الطلاق" والبدل على نية تكرار العامل، أي كان طلاق الثلاث واحدة. فواحدة خبر، والمعنى: كان الطلاق الثلاث في دفعة واحدة يحسب واحدة.
(إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة) "أناة" بفتح الهمزة، آخره تاء مربوطة، على وزن "قناة" الحلم والوقار والتثبت والرفق والانتظار وعدم العجلة، يقال: أني الرجل من باب سمع أينا، وتأني تأنيًا. والمعنى إن الناس استعجلوا الطلاق الثلاث، وأكثروا منه في دفعة واحدة، وكانوا من قبل لا يتعجلونه، ولا يطلقون الثلاث إلا نادرًا.
(فلو أمضيناه عليهم) "لو" للتمني، فلا تحتاج إلى جواب، أي ليتنا نمضيه وننفذه عليهم، ونلزمهم به ثلاثًا - كما نطقوه، لا واحدة. ويصح أن تكون شرطية، وجواب الشرط محذوف، أي لكان خيرًا.
(أتعلم أنما كانت الثلاث تجعل واحدة) "الثلاث" صفة لموصوف محذوف، أي التطليقات الثلاث. والاستفهام حقيقي، ولذلك أجاب.
(وثلاثًا من إمارة عمر)؟ "ثلاثًا" منصوب على الظرفية، أي وكانت الثلاث تجعل واحدة في ثلاث سنوات من خلافة عمر، وفي الرواية الأولى "وسنتين من خلافة عمر" فيحتمل أن الواقع كان سنتين ونصفًا مثلاً، فألغي الكسر تارة، وجبر الكسر تارة أخرى.
(هات من هناتك) أي من أخبارك وأمورك المستغربة، وفي كتب اللغة: الهناة الداهية والشدائد والأمور العظام، والكلمات والأراجيز.
(تتايع الناس في الطلاق) قال النووي: هو بياء مثناة من تحت بين الألف والعين، هذه رواية الجمهور، وضبطه بعضهم بالباء الموحدة، وهما بمعنى، ومعناه أكثروا منه، وأسرعوا إليه، لكن بالياء المثناة إنما يستعمل في الشر، وبالباء الموحدة يستعمل في الخير والشر، فالياء المثناة هنا أجود.
(فأجازه عليهم) ثلاثًا، أي أمضاه ونفذه عليهم ثلاثًا.
(كان يقول في الحرام: يمين يكفرها) "في الحرام" متعلق بيقول، أي يقول فيمن قال لامرأته أنت علي حرام، يقول: هي يمين يكفرها قائلها. فيمين خبر لمبتدأ محذوف، وفي الرواية الخامسة" إذا حرم الرجل عليه امرأته فهي يمين يكفرها".