إليه. اهـ تشير إلى ذلك رواية البخاري "ذكر له صومي، فدخل علي، فألقيت له وسادة ... " إلى آخر روايتنا الثانية والثلاثين.

(فقلت له: قد قلته يا رسول الله) في الرواية الرابعة والعشرين "فقلت بلى يا رسول الله، ولم أرد بذلك إلا الخير" وفي الرواية التاسعة والعشرين "قلت: إني أفعل ذلك" فيحتمل أنه قال: بلى يا رسول الله، قد قلته، ولم أرد بذلك إلا الخير، وإني أفعل ذلك.

(فإنك لا تستطيع ذلك) يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد نفي استطاعة عبد الله في حالته الراهنة، والمعنى إنك لا تستطيع ذلك الآن إلا بجهد ومشقة، أو لا تستطيع ذلك الآن مع أداء ما هو أهم من العبادات، ويحتمل أنه قصد نفي استطاعته المداومة على ذلك إذا كبر وعجز، وفي الرواية السابعة والعشرين والرابعة والثلاثين "فلا تفعل. فإن لعينك حظاً ... " إلخ.

(فصم وأفطر، ونم وقم) فسرت الروايات بعد المطلوب من الصيام، والمطلوب من القيام، وفي الرواية السابعة والعشرين "فصم وأفطر وصل ونم".

(صم من الشهر ثلاثة أيام) قيل المراد بها الثلاثة البيض الليلة الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة. وقيل: يوم من كل عشرة أيام، كما جاء في روايتنا السابعة والعشرين، وفي الرابعة والعشرين "فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام" والباء في "بحسبك، زائدة، والسين ساكنة، والتقدير فإن حسبك، أي كافيك، وفي الرواية الثانية والثلاثين "أما يكفيك"؟ .

(فإن الحسنة بعشر أمثالها) فحسنة صيام اليوم بعشرة أيام، فالثلاثة في الشهر بشهر، وفي الرواية الثامنة والعشرين "صوم ثلاثة أيام من الشهر صوم الشهر كله".

(وذلك مثل صيام الدهر) المثلية لا تستلزم التساوي من كل جهة، فالمراد بها هنا أصل التضعيف، دون التضعيف الحاصل من صيام الأكثر، ولكن يصدق على فاعل ذلك أنه صام الدهر مجازاً، وفي ملحق الرواية الرابعة والعشرين "فذلك الدهر كله".

(فإني أطيق أفضل من ذلك) في الرواية الثامنة والعشرين والثالثة والثلاثين "فإني أطيق أكثر من ذلك" وفي الرواية الرابعة والثلاثين "قلت: يا رسول الله، إن بي قوة" أي أستطيع بها أكثر من ذلك. وفي الرواية السابعة والعشرين "إني أجدني أقوى من ذلك".

(وهو أعدل الصيام) وفي الرواية المتممة للثلاثين والحادية والثلاثين "أحب الصيام إلى الله صيام داود".

(لا أفضل من ذلك) نفي الأفضلية لا يمنع المساواة، فظاهره أن الزيادة على صيام داود قد تتساوى مع صيام داود، لكن قوله في الرواية الثالثة والعشرين "وهو أعدل الصيام" وفي المتممة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015