مسكين في المدينة؟ فقال: يا رسول الله: أتصدق به على أفقر مني؟ إنني أفقر مسكين في المدينة، والله ما بين جبلي المدينة من هو أفقر منا، فوالله إنا لجياع ما لنا من شيء، والله ما لعيالي من طعام، ما لنا عشاء ليلة. وتعجب صلى الله عليه وسلم من ذكاء الرجل، ومن مقاطع كلامه، ومن حسن توصله إلى هدفه، ومن أدبه في طلبه وتوسله، تعجب من ابن آدم وطبعه الذي يتمثل في حال هذا الرجل، لقد جاء خائفاً على نفسه، راغباً في فدائها بكل ما يمكنه، فلما وجد الرخصة واطمأن إلى فدائها طمع في أن يأكل ويستفيد مما أعطيه فداء، لما اطمأن إلى عدم الخسارة طمع في المكسب. تعجب صلى الله عليه وسلم، فضحك وتبسم تبسماً كبيراً حتى ظهرت أنيابه، ثم قال للرجل: خذه فأطعمه أهلك، عد به عليك وعلى عيالك.
-[المباحث العربية]-
(جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم) قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسمه، ولا يصح قول من قال: إنه سليمان أو سلمة بن صخر البياضي، لأن سلمة جاء مظاهراً لزوجته ووطئها، بخلاف هذه القصة. وفي الرواية السادسة، "أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد في رمضان".
(فقال: هلكت) وفي رواية "ما أراني إلا قد هلكت"، وفي رواية "هلكت وأهلكت"، وفي الرواية الخامسة "احترقت"، وفي السادسة "احترقت. احترقت" مرتين، ورواية الاحتراق تفسر رواية الهلاك، وكأنه لما اعتقد أن مرتكب هذا الإثم يعذب بالنار، أطلق على نفسه أنه احترق لذلك، أو مراده أنه سيحترق بالنار يوم القيامة، فجعل المتوقع كالواقع، واستعمل الماضي بدل المستقبل.
وفي رواية البيهقي "جاء رجل وهو ينتف شعره، ويدق صدره، ويقول: هلك الأبعد وأهلكت "وهو يدعو بالويل" وفي رواية "يلطم وجهه" وفي رواية "ويحثي على رأسه التراب".
(قال: وما أهلكك)؟ في رواية للبخاري "مالك" وفي رواية "ويحك ما شأنك"؟ وفي روايتنا الخامسة "لم"؟ وفي السادسة "فسأله: ما شأنك"؟ وفي رواية "وما الذي أهلكك" وفي رواية "ما ذاك"؟ وفي رواية "ويحك. ما صنعت"؟ وويح كلمة رحمة. اسم فعل.
(وقعت على امرأتي في رمضان) في رواية للبخاري "وقعت على امرأتي وأنا صائم"، وفي روايتنا السادسة "أصبت أهلي"، وفي رواية "وقعت على أهلي اليوم"، وفي روايتنا الثانية "وقع بامرأته" وكل ذلك كناية عن الوطء كما جاء صريحاً في روايتنا الخامسة، ولفظها "وطئت امرأتي في رمضان نهاراً".
(هل تجد ما تعتق رقبة)؟ "رقبة" منصوب، بدل من "ما"، وفي روايتنا الثانية "هل تجد رقبة؟ "، وفي رواية للبخاري "هل تجد رقبة تعتقها؟ "، وفي رواية "أتجد ما تحرر رقبة؟ "، وفي رواية "أتستطيع أن تعتق رقبة؟ "، وفي رواية "أعتق رقبة"، وفي رواية "بئسما صنعت. أعتق رقبة"، وفي