(ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك) هو عمرو بن لحي، سابق الذكر.
(يجر قصبه في النار) بضم القاف وسكون الصاد وهي الأمعاء، أي يجر أمعاءه في النار، من جريمته التي أجرمها، وتبديله ملة إبراهيم عليه السلام.
(وإنهم كانوا يقولون) أي وإن بعض أهل الجاهلية الضلال والمنجمين منهم كانوا يعظمون الشمس والقمر، ويقولون: إنهما لا ينكسفان إلا لموت عظيم.
(فصلوا حتى تنجلي) أي حتى تنجلي الآية.
(يوم مات إبراهيم) جمهور أهل السير على أنه مات في السنة العاشرة من الهجرة، قيل: في ربيع الأول. وقيل: في رمضان. وقيل: في ذي الحجة. وقيل: سنة تسع. وقيل: سنة الحديبية.
(فانصرف حين انصرف وقد آضت الشمس) قال النووي: هو بهمزة ممدودة. هكذا ضبطه جميع الرواة ببلادنا. قالوا: ومعناه رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف، يقال: آض يئيض إذا رجع. ومنه قولهم: "أيضاً". اهـ.
(مخافة أن يصيبني من لفحها) أي من ضرب لهيبها، ومنه قوله تعالى: {تلفح وجوههم النار} [المؤمنون: 104]. قالوا: والنفح دون اللفح، قال تعالى: {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك} [الأنبياء: 46]. أي أدنى شيء منه.
(وحتى رأيت فيها صاحب المحجن) بكسر الميم عصا منعقفة الطرف. قاله النووي. وفي كتب اللغة: المحجن كالصولجان، يقال: حجنت الشيء وأحجنته إذا جذبته بالمحجن إلى نفسك. وحجنة المغزل بضم الحاء هي المنعقفة في رأسه. والمنعقف المنعطف.
فمحجن الرجل عصا طرفها من جهة الأرض منعطف يجذب الأشياء ويقبض عليها.
(عند أسماء) بنت أبي بكر، أخت عائشة من أبيها.
(قالت: نعم) أي إشارة برأسها أيضاً، لأنها في صلاة.
(حتى تجلاني الغشي) أي أصابني الغشي، بفتح الغين وسكون الشين، وروي أيضاً بكسر الشين وتشديد الياء، وهما بمعنى الغشاوة، قريب من الإغماء، ويحصل بطول القيام في الحر وببذل جهد مع الضعف.
(ما علمك بهذا الرجل؟ ) إنما يقول له الملكان السائلان هذا السؤال، ولا يقولان له: ما علمك بالرسول. امتحاناً له وإغراباً عليه، ليجيب المتمكن الجواب الصحيح، وليضيع غير المتمكن.
(فزع النبي صلى الله عليه وسلم يوماً) قال القاضي: يحتمل أن يكون معناه الفزع الذي هو الخوف، كما في