(أصابت الناس سنة) بفتح السين والنون، أي جدب وقحط.
(حتى رأينا المدينة في مثل الجوبة) بفتح الجيم، وهي الحفرة المستديرة الواسعة، والمراد بها هنا الفرجة في السحاب.
(وسال وادي قناة شهر) بفتح القاف، اسم لواد من أودية المدينة، وعليه زروع لهم، بناحية أحد، أي الوادي المسمى قناة، وفي البخاري "وسال الوادي قناة" وهو صحيح على البدل، وفي رواية للبخاري "وسال الوادي قناة شهراً".
(إلا أخبر بجود) بفتح الجيم، وإسكان الواو، وهو المطر الغزير.
(فقام إليه الناس فصاحوا) هذا لا يعارض سؤال الرجل، لاحتمال أن يكونوا سألوه بعد أن سأل، ويحتمل أنه نسب ذلك إليهم لموافقة سؤال السائل ما كانوا يريدونه، وعند أحمد: "إذ قال بعض أهل المسجد". وهي ترجح الاحتمال الأول.
(قحط المطر، واحمر الشجر) "قحط" -بفتح القاف وفتح الحاء وكسرها- أمسك، واحمرار الشجر كناية عن يبس ورقه، لعدم شربه الماء، أو لتساقط الورق، فيصير الشجر أعواداً دون ورق أخضر.
(فنظرت إلى المدينة، وإنها لفي مثل الإكليل) بكسر الهمزة وسكون الكاف العصابة، واشتهر لما يوضع على الرأس فيحيط به، وهو من ملابس الملوك كالتاج، والمراد خلو ما فوق المدينة من السحاب وإحاطته بها من جوانبها وحواليها، وفي رواية لأحمد: "فتقور ما فوق رءوسنا من السحاب حتى كأنا في إكليل".
(فألف الله بين السحاب) أي جمعه ليمطر عليهم.
(ومكثنا) يحبسنا المطر، وفي رواية البخاري: "فمطرنا فما كدنا نصل إلى منازلنا". أي من كثرة المطر.
(حتى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه يأتي إلى أهله) قال النووي: ضبطناه بوجهين، فتح التاء مع الهاء، وضم التاء مع كسر الهاء، يقال: همه الشيء وأهمه، أي اهتم له، ومنهم من يقول: همه: أذابه، وأهمه: غمه. اهـ.
والمعنى أن كثرة المطر حالت دون وصولهم إلى بيوتهم حتى اهتم القوي -ومن باب أولى الضعيف- كيف سيصل إلى أهله. ولابن خزيمة: "حتى أهم الشاب القريب الدار الرجوع إلى أهله". أي وفضلاً عن العجوز وبعيد الدار. وفي رواية للبخاري: "فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا".
(فرأيت السحاب يتمزق كأنه الملاء حين تطوى) "الملاء" بضم الميم وبالمد الواحدة