ملاءة بضم الميم وهي ثوب معروف، والمعنى تشبيه انحسار السحاب بالملاءة تطوى بعد أن كانت منشورة مبسوطة.
(فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر) أي كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض بدنه يرفع ثوبه حتى أصاب بدنه بعض المطر.
(قال: لأنه حديث عهد بربه تعالى) أي هذا الماء قريب عهد بخلق الله تعالى، لم تتصل به يد مخلوق.
(عرف ذلك في وجهه) أي عرف أثر ذلك، أي أثر خوفه واهتمامه في وجهه الشريف.
(وأقبل وأدبر) كما يفعل المهموم، يتقدم ويتأخر دون قصد المشي.
(سر وذهب عنه ذلك) أي حصل له سرور بالمطر، وذهب عنه الهم والخوف.
(رحمة) أي يقول عن المطر: هذا رحمة.
(وإذا تخيلت السماء تغير لونه) المخيلة سحابة فيها رعد وبرق، يخيل للرائي أنها ماطرة ويقال: أخالت السماء إذا تغيمت.
(مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى منه لهواته) المستجمع: المجد في الشيء القاصد له. واللهوات: جمع لهاة، وهي اللحمة الحمراء في سقف الحنك. أي ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مبالغاً في الضحك يفتح فمه به حتى يظهر سقف حلقه.
(نصرت بالصبا. وأهلكت عاد بالدبور) "الصبا" بفتح الصاد، الريح الشرقية اللينة. والدبور بفتح الدال، الريح الغربية الجافة الحارة.
-[فقه الحديث]-
قال النووي: أجمع العلماء على أن الاستسقاء [أي طلب المطر من الله عند الجدب] سنة، واختلفوا هل تسن له صلاة؟ أو لا؟ فقال أبو حنيفة: لا تسن له صلاة، بل يستسقى بالدعاء بلا صلاة، وتعلق بأحاديث الاستسقاء التي ليس فيها صلاة [كروايتنا الثامنة والتاسعة والعاشرة والحادية عشرة، وفيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم استسقى وطلب من الله المطر في خطبة الجمعة، ولم يحدث صلاة خاصة بالاستسقاء] قال: وقال سائر العلماء من السلف والخلف: تسن الصلاة. واحتجوا بالأحاديث الثابتة في الصحيحين وغيرهما [كروايتنا الثانية والرابعة وفيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى وصلى ركعتين للاستسقاء] قال: وأما الأحاديث التي ليس فيها ذكر الصلاة فبعضها محمول على نسيان الراوي [كروايتنا الأولى والثالثة، وفيهما الخروج والدعاء وتحويل الرداء، وليس فيهما ذكر