(رجل آتاه اللَّه القرآن) "رجل" بالرفع خبر مبتدأ محذوف، تقديره: إحداهما رجل، وبالجر بدل من "اثنتين".
(فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار) أي يقوم بقراءته وتدبره، وآناء الليل ساعاته، جمع إنو بكسر الهمزة وسكون النون، أو إني بكسر الهمزة وفتح النون كإلى.
(فهو ينفقه) أي في أوجه الخير والطاعات، وفي الرواية الثانية: "فتصدق به". وفي الرواية الثالثة: "فسلطه على هلكته في الحق". وفيه تصريح بوجه الإنفاق، للاحتراز عن الإنفاق في الحرام وعن التبذير.
(ورجل آتاه اللَّه حكمة فهو يقضي بها ويعلمها) الحكمة: وضع الشيء في موضعه. وقيل: ما منع من الجهل وزجر عن القبيح. ومعنى "يقضي بها" يعمل بها، ومعنى "ويعلمها" أي ينصح ويشير ويدرب احتسابًا.
(أن نافع بن الحارث لقي عمر بعسفان) بضم العين وسكون السين على مرحلتين من مكة، وكان نافع واليًا على مكة والطائف من قبل عمر، فقدم عمر من المدينة نحو مكة، فاستقبله نافع تكريمًا وتشريفًا قبل أن يصل ولايته.
(فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ ) القائل عمر لنافع يسأله عمن استخلفه مكانه مدة غيابه للقاء أمير المؤمنين. فالمراد بالوادي وادي مكة والطائف.
(قال: ابن أبزى) هو عبد الرحمن بن أبزى مولى نافع بن الحارث، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسكن الكوفة، واستعمله علي رضي الله عنه على خراسان.
(قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ ) القائل عمر لنافع ينكر عليه أن يولي مكانه على سادة قريش وثقيف مولى. وفي رواية: "أستخلفت على آل الله مولاك"؟ وعزله عمر واستعمل بدله خالد بن العاص بن هشام.
(أما إن نبيكم) "أما" حرف استفتاح مثل "ألا".
-[فقه الحديث]-
الحسد كما قلنا تمني زوال نعمة الغير، سواء تمناها لنفسه أم لا، والغبطة تمني مثل ما عند الغير من نعمة، من غير تمني زوالها عنه، سواء تمنى وطلب من الله بقاءها لصاحبها أو لم يطلب، كأن يقول: مثلاً: بارك الله لفلان في نعمائه وزاده خيرًا، وأعطانا مثله، وهذه أعلى درجات الغبطة، وأدناها أن يقول مثلاً: اللهم اعطنا كذا كما أعطيت فلانًا.