وفي رواية البخاري قال صلى الله عليه وسلم: "أخاف أن تناموا عن الصلاة قال بلال: أوقظكم" وفي رواية "فمن يوقظنا؟ قال بلال: أنا".
(استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر) بوجهه. أي قريبًا من وقت الفجر.
(حتى ضربتهم الشمس) أي حتى أصابتهم ومستهم.
(ففزع رسول اللَّه) أي انتبه وقام مندهشًا للنوم حتى طلوع الشمس دون صلاة.
(فقال: أي بلال) قال النووي: هكذا هو في رواياتنا ونسخ بلادنا وحكى القاضي عياض عن جماعة أنهم ضبطوه. أين بلال؟ على الاستفهام. اهـ وما قاله النووي أصح. ففي رواية البخاري "يا بلال أين قلت"؟ .
(فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ - بأبي وأمي يا رسول اللَّه - بنفسك) فصل بين الجار والمجرور وبين متعلقه بجملة الدعاء "بأبي أنت وأمي يا رسول الله أفديك" والأصل: أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، وفي رواية البخاري: قال بلال: ما ألقيت على نومة مثلها قط. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء".
(فاقتادوا رواحلهم شيئًا) أي مسافة قصيرة، ولعل التعبير بالاقتياد بدل الركوب للإشعار بقصر المسافة: وفي الرواية الثانية "ليأخذ كل رجل منكم برأس راحلته" وهو المراد بالاقتياد.
(أقم الصلاة لذكري) جزء الآية الرابعة عشرة من سورة طه، وكاملها {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري} أي لتذكيري لك إياها، وهذا معنى قراءة "للذكرى" أي التذكر، وقيل: أقم الصلاة لذكر أمري بها، أي لتذكرك أمري بها، وقيل: المعنى: إذا ذكرت الصلاة فقد ذكرتني فكأن المعنى: أقم الصلاة لذكر الصلاة، وقيل: في الكلام مضاف محذوف والتقدير: أقم الصلاة لذكر صلاتي، وهذه التقديرات كلها تتمشى مع الاستدلال بالآية هنا.
(فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان) أي غلبنا فيه، وإلا فالشيطان يحضر كل المنازل.
(ثم سجد سجدتين) أي صلى ركعتين.
(فصلى الغداة) أي الصبح.
(إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم) العشية أول الليل، فكأنه قال: تسيرون أول الليل والليل كله.
(فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد) أي لا يعطف أحد على أحد ولا ينتظر أحد أحدًا.
(يسير حتى ابهار الليل) بالباء الموحدة وتشديد الراء، أي انتصف.