(فنعس) بفتح العين، والنعاس مقدم النوم. قال النووي: وهو ريح لطيفة تأتي من قبل الدماغ تغطي العين، ولا تصل إلى القلب، فإذا وصلت إلى القلب كان نومًا.
(فدعمته) أي أسندته وأقمت ميله برفق، وصرت تحته كالدعامة للبناء.
(ثم سار حتى تهور الليل) أي ذهب أكثره، مأخوذ من تهور البناء وهو انهدامه، قال النووي: يقال تهور الليل وتوهر.
(حتى كاد ينجفل) أي حتى كاد يسقط عن راحلته.
(متى كان مسيرك مني)؟ أي منذ متى وأنت تسير مني هذا المسير؟ .
(هذا مسيري منذ الليلة) أي منذ أول الليلة.
(حفظك اللَّه بما حفظت به نبيه) قال النووي: أي بسبب حفظك نبيه. اهـ. فـ"ما" على هذا مصدرية، وهذا غير ظاهر، لأن "ما" المصدرية لا يعود عليها ضمير "به" والأولى جعل "ما" موصولة، مدلولها الحب والحرص، أي بسبب الحب والحرص الذي حفظت به نبيه.
(هل ترانا نخفي على الناس)؟ أي على بقية الركب، ومعنى هذا أنهما كانا وحدهما.
(هل ترى من أحد) من الركب غيرنا؟ .
(حتى اجتمعنا فكنا سبعة ركب) يحتمل أنه نادى، ويحتمل أنهما أسرعا إن كانا متأخرين، أو أبطأ إن كان متقدمين، ولفظ "ركب" جمع راكب كصاحب وصحب، فلهذا جعل تمييزًا لعدد "سبعة" الذي تمييزه جمع مجرور.
(احفظوا علينا صلاتنا) أي لا تضيعوا صلاة الفجر بالنوم عنها، ولعله قال ذلك أولاً للجماعة، فلما تعهد بلال بذلك قال له: أكلأ لنا الفجر، أو أنهما حادثتان، لما سيأتي في فقه الحديث.
(ثم دعا بميضأة) بكسر الميم، وبهمزة بعد الضاد، وهي الإناء الذي يتوضأ به.
(فتوضأ منها وضوءًا دون وضوء) أي وضوءًا أقل في الماء من وضوئه العادي، قال النووي: معناه وضوءًا خفيفًا مع أنه أسبغ الأعضاء، قال: ونقل القاضي عياض عن بعض شيوخه أن المراد توضأ ولم يستنج بماء، بل استجمر بالأحجار، قال: وهذا الذي زعمه هذا القائل غلط ظاهر، والصواب ما سبق. اهـ
(فصنع كما كان يصنع كل يوم) أي صلى الفائتة بالحالة والهيئة التي كان يصلي بها الحاضرة.
(فجعل بعضنا يهمس إلى بعض) بفتح الياء وكسر الميم، أي يتكلم بخفاء وإسرار لا يسمعه غير من يقصد.