صلاة الغداة" وهي الصبح، وفي رواية "والله إني لأتأخر" بزيادة القسم، وفي رواية "إني لا أكاد أدرك الصلاة" أي لاطمئنانه إلى تطويل الإمام يتشاغل عن الإسراع إليه فتكاد تفوته الجماعة.
وخص الصبح من بين بقية الصلوات لأنها تطول فيها القراءة غالبا، ولأن الانصراف منها في وقت التوجه إلى الأعمال والحرف.
(من أجل فلان) المقصود به أبي بن كعب، قال الحافظ ابن حجر: وهم من فسره بمعاذ، لأن قصة معاذ كانت في صلاة العشاء، وفي مسجد بني سلمة، وهذه كانت في الصبح وفي مسجد قباء. اهـ
(مما يطيل بنا) أي في القراءة، كما هو ظاهر في العلاج والأمر بالتخفيف، وما مصدرية.
(فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قط) قط بفتح القاف وتشديد الطاء ظرف زمان لاستغراق ما مضى، وبنيت لتضمنها معنى مذ وإلى وتختص بالنفي، فالمعنى ما رأيته فيما انقطع من عمري وما مضى من زمان.
(أشد مما غضب) "أشد" بالنصب، نعت لمصدر محذوف، أي غضبًا أشد من غضبه وما مصدرية.
(يومئذ) التنوين عوض عن جملة، أي يوم أخبر بذلك.
(إن منكم منفرين) بصيغة الجمع من التنفير، يقال: نفر ينفر نفورا، إذا فر وذهب، ونفره بتشديد الفاء إذا دفعه إلى النفور.
(فأيكم أم الناس) أي فأي واحد منكم، وفي رواية "فأيكم ما صلى" بما الزائدة، وفي رواية "فمن أم الناس" وذلك بالإضافة إلى روايات الباب.
(فليوجز) اللام لام الأمر، وفي رواية "فليتجوز" والإيجاز التقليل والتخفيف وهو ضد الإطناب.
(فإن من ورائه) وفي الروايات الآتية "فإن فيهم" وفي رواية "فإن خلفه" وفي رواية "فإن منهم"
(الكبير والضعيف وذا الحاجة) المراد من الكبير المسن الذي وهن بالشيخوخة، والمراد بالضعيف الذي لا يحتمل، أعم من أن يكون الضعف بسبب المرض، أو بسبب في أصل الخلقة كالنحيف، أو بسبب السن، فيكون من ذكر العام بعد الخاص، وفي الرواية الثانية "فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض، فالمراد من الصغير الذي لا يحتمل التطويل بسبب صغر السن، ومن الكبير الذي لا يحتمل بسبب الشيخوخة ومن الضعيف الذي لا يحتمل بسبب في خلقته، ومن المريض الذي لا يحتمل بسبب مرضه.