ينبه عبد الرحمن بن عوف ليتأخر ويترك الإمامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعه إماما" فامتثل الأمر، لكن الصحابة لم يعجبهم أن يصلي عبد الرحمن إماما لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأكثروا التسبيح لينبهوا عبد الرحمن فلم ينتبه، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عبد الرحمن ركعة فلما سلم عبد الرحمن قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتم صلاته، فلما انتهى أعلن رضاه وإقراره واستحسانه لما حدث، أعلن استحسانه وسروره بتبكيرهم للصلاة في أول وقتها، وأعلن استحسانه لتسبيحهم وعدم تصفيقهم فقال لهم: أصبتم وأحسنتم، التسبيح في الصلاة للرجال والتصفيق للنساء.
-[المباحث العربية]-
(فحانت الصلاة) أل في الصلاة للعهد، والمراد بها صلاة العصر، ففي رواية البخاري "فلما حضرت صلاة العصر".
(فجاء المؤذن) هو بلال، ففي رواية البخاري "فلما حضرت صلاة العصر أذن بلال ثم أقام"
(فقال: أتصلي بالناس فأقيم؟ ) وفي رواية للبخاري "أتصلي للناس فأقيم؟ " باللام بدل الباء، والاستفهام قيل: للتقرير، أي صل بالناس. وليس المقصود الاستفهام الحقيقي، لأن صلاة أبي بكر بالناس كان مأمورا بها من النبي صلى الله عليه وسلم ففي رواية لأحمد وأبي داود "فقال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال: إن حضرت العصر ولم آتك فمر أبا بكر فليصل بالناس" ويصح أن يكون الاستفهام على الحقيقة، وأن بلالا خشى أن يكون عند أبي بكر زيادة علم من النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخصوص فاستفهم أو أن بلالا استفهم: هل يبادر أول الوقت؟ أو ينتظر قليلا لعل النبي صلى الله عليه وسلم يأتي؟ وكون الاستفهام حقيقيا أولى، لورود الجواب بنعم، وللتصريح بالتفويض من بلال في رواية للبخاري بلفظ "أتصلي للناس فأقيم إن شئت"؟ .
ويمكن الجمع بين روايتنا وبين رواية البخاري الواردة في الأحكام بلفظ "فلما حضرت صلاة العصر أذن وأقام وأمر أبا بكر فتقدم" بأن بلالا أذن وأقام بإذن أبي بكر، ثم أمر أبا بكر فتقدم للإمامة كأمر النبي صلى الله عليه وسلم وقوله "فأقيم" بالرفع والنصب، فالرفع على أن الجملة خبر مبتدأ محذوف، أي فأنا أقيم، والنصب بأن مضمرة بعد فاء السببية المسبوقة باستفهام.
(فصلى أبو بكر) ليس على حقيقته، بل معناه: دخل في الصلاة، بدليل قوله "فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة"، وبدليل ما جاء في رواية أخرى "وتقدم أبو بكر فكبر" وفي رواية "فاستفتح أبو بكر الصلاة".
(فجاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة) يعنى شرعوا فيها مع شروع أبي بكر، وجملة "والناس في الصلاة" حالية.
(فتخلص حتى وقف في الصف) أي فتخلص رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصفوف بشقها برفق