حتى وصل إلى الصف الأول، فوقف فيه، وقد وضح هذا المعنى بالزيادة الواردة في آخر روايتنا، ولفظها "فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرق الصفوف، حتى قام عند الصف المقدم".
(فصفق الناس) التصفيق التصويت باليدين، قيل هو التصفيح وقيل: التصفيح الضرب بظاهر إحدى اليدين على صفحة الأخرى، والتصفيق الضرب بإحدى الصفحتين على الأخرى، كما يفعل في اللهو واللعب. والمراد من الناس المصلون أي بعضهم، والظاهر أن البعض المصفق استمر في تصفيقه فترة، بدليل رواية "فلما رأى التصفيح لا يمسك عنه التفت" وروايتنا "فلما أكثر الناس التصفيق التفت".
(فأشار إليه صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك) "أن" تصلح مصدرية والتقدير: فأشار إليه بالمكث، وتصلح مفسرة لأنها مسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه، والتقدير: فأشار إليه أي امكث مكانك. وفي رواية "فأشار إليه يأمره بأن يصلي".
(حمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك) أي من ذلك التكريم وطلب بقائه إماما لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف) أي تأخر، والسين والتاء للمعالجة أو الصيرورة أو للمبالغة، في التأخر، والتعبير بثم ليس للتراخي الزمني بل للتراخي الرتبي، وفي الرواية الملحقة "فرفع أبو بكر يديه فحمد الله ورجع القهقري وراءه حتى قام في الصف".
(وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى) في رواية المسعودي "فلما تنحى تقدم النبي صلى الله عليه وسلم".
(ثم انصرف) أي انصرف من الصلاة وانتهى منها بالتسليم.
(ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم) "وأبي قحافة" بضم القاف وتخفيف الحاء، واسمه عثمان بن عامر القرشي. أسلم عام الفتح وعاش إلى خلافة عمر رضي الله عنه، ومات سنة أربع عشرة من الهجرة، واختار أبو بكر هذه العبارة، ولم يقل مثلا: ما كان لي، أو ما كان لأبي بكر تواضعا وهضما لنفسه، واستصغارا لمرتبته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(ما لي رأيتكم قد أكثرتم التصفيق؟ ) أسلوب تعريض، والغرض مالكم قد أكثرتم التصفيق. و"مالي" مبتدأ وخبر، أي أي شيء حدث لي حالة رؤيتي لكم في هذه الحالة، والمراد أي شيء حصل لكم حالة إكثاركم التصفيق؟ .
(من نابه شيء في صلاته فليسبح) أي من أصابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله.
(فإنه إذا سبح التفت إليه) "التفت" بالبناء للمجهول، والمقصود انتبه إلى المسبح، وليس المقصود خصوص الالتفات.