قبل أن يخلق السموات والأرض ...» الحديث لكونه فسر الكتابة بسابق علم الله, ولا يخفى فساد هذا.
قال ابن القيم ما معناه مراتب القضاء والقدر أربع مراتب:
الأولى: علم الرب سبحانه بالأشياء قبل كونها.
الثانية: كتابة ذلك عنده في الأزل قبل خلق السموات والأرض.
الثالثة: مشيئة المتناولة لكل موجود, فلا خروج لكائن كما لا خروج له عن علمه.
الرابعة: خلقه لها, وإيجاده وتكوينه؛ فالله خالق كل شيء وما سواه مخلوق.
ثانيا: زعم ابن محمود أن القدر هو خلقه للأشياء بنظام واتقان ثابت لا يتغير بتغير الزمان كل شيء بحسبه, وهذا مخالف لما في الأحاديث الصحيحة.
فتقدير الله للأشياء هو علمه بمقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه, فلا محدث في العالم العلوي والسفلي إلا هو صادر عن علمه تعالى وقدرته وإرادته هذا هو المعلوم من دين السلف الماضين الذين دلت عليه البراهين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: مذهب أهل السنة في هذا الباب وغيره ما دل عليه الكتاب والسنة, وما عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان, وهو أن الله خالق كل شيء وربه ومليكه, وقد دخل في ذلك جميع الأعيان القائمة بأنفسها وصفاتها القائمة بها من أفعال العباد وغير أفعال العباد, وأنه سبحانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن, فلا يكون في الوجود شيء إلا بمشيئته وقدرته لا يمتنع