رومان عمن أخبره عن أبي ذر رضي الله عنه قال: دخلت المسجد فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وحده، قلت: أنظر إليه وهو لا يراني وأقول ما خلا هكذا وحده إلا وهو على حاجة أو على وحي فجعلت أؤامر نفسي أن آتيه فأبت نفسي إلا أن آتيه فجئت فسلمت ثم جلست فجلست طويلا لا يلتفت إليَّ ولا يكلمني قال: قلت: قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم مجالستي ثم التفت إليَّ فقال: (يا أبا ذر, فقلت: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: أركعت اليوم؟ قلت: لا, قال: قم؛ فاركع) الحديث بطوله وسياق الأصل أتم انتهى ما علقه الحافظ ابن حجر على موارد الظمآن.
وحاصل ما تقدم أن إبراهيم بن هشام قد اختلف فيه فوثقه ابن حبان والطبراني وتكلم فيه أبو زرعة وأبو حاتم الرازي، ولحديثه شواهد تقويه.
منها ما رواه أبو داود الطيالسي في مسنده قال: حدثنا المسعودي عن أبي عمرو الشامي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست إليه - فذكر الحديث مختصرا وفيه - قلت: فأي الأنبياء كان أول يا رسول الله؟ قال: (آدم) قلت: أو نبي كان قال: (نعم نبي مكلم) قلت: كم كان المرسلون يا رسول الله؟ قال: «ثلاثمائة وخمس عشرة جما غفيرا» وقد رواه الإمام أحمد عن يزيد بن هارون عن المسعودي فذكره بمثله مختصرا، ورواه البزار والطبراني في الأوسط مختصرا، قال الهيثمي: وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط، وقد روى النسائي في كتاب الاستعاذة من سننه طرفا منه من طريق المسعودي، وروى الحاكم في مستدركه في فضل آية الكرسي طرفا منه من طريق المسعودي وصححه ووافقه الذهبي على تصحيحه.