وفي تفسير مجاهد عند قول الله تعالى في سورة مريم: {وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} قال: النبي هو الذي يكلم وينزل عليه ولا يرسل، والرسول هو الذي يرسل.
وقد قال سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به، وروى محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها، وروى ابن جرير عن ابن أبي مليكة قال: رأيت مجاهدا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواحه قال: فيقول له ابن عباس: اكتب حتى سأله عن التفسير كله.
وعلى هذا فقول مجاهد في تفسير الآية من سورة مريم يحتمل أنه مما أخذه عن ابن عباس رضي الله عنهما والله أعلم.
وقال القرطبي في تفسير سورة الأعراف عند قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} الآية، قال: والرسول والنبي اسمان لمعنيين فإن الرسول أخص من النبي وقدم الرسول اهتماما لمعنى الرسالة وإلا فمعنى النبوة هو المتقدم ولذلك رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على البراء حين قال: «وبرسولك الذي أرسلت» فقال له: «قل بنبيك الذي أرسلت» خرجه في الصحيح، وأيضا فإن في قوله وبرسولك الذي أرسلت تكرير الرسالة وهو معنى واحد فيكون كالحشو الذي لا فائدة فيه بخلاف ونبيك الذي أرسلت فإنهما لا تكرار فيهما وعلى هذا فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا لأن الرسول والنبي اشتركا في أمر عام وهو النبأ وافترقا في أمر وهي الرسالة فإذا قلت: محمد رسول من عند الله تضمن ذلك أنه نبي ورسول وكذلك غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم. انتهى.