الخاص، وقال في موضع آخر: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ} وذلك يدل على أنه كان نبيا فجعله الله مرسلا وهو يدل على قولنا. انتهى.
وقال القرطبي في تفسيره عند قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} الآية، وقال الفراء: الرسول الذي أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل إليه عيانا، والنبي الذي تكون نبوته إلهاما أو مناما فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا، قال المهدوي -وهذا هو الصحيح-:إن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا، وكذا ذكر القاضي عياض في كتاب الشفاء، قال والصحيح والذي عليه الجم الغفير أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا واحتج بحديث أبي ذر وأن الرسل من الأنبياء ثلاثمائة وثلاثة عشر أولهم آدم وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وقال عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي المتوفى سنة سبعمائة وعشر في تفسيره في الكلام على قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} هذا دليل بين علي ثبوت التغاير بين الرسول والنبي بخلاف ما يقول البعض أنهما واحد. انتهى.
وقال ابن جزي الكلبي الغرناطي في تفسيره في الكلام على قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} الآية، النبي أعم من الرسول فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا فقدم الرسول لمناسبته لقوله أرسلنا وأخر النبي لتحصيل العموم لأنه لو اقتصر على رسول لم يدخل في ذلك من كان نبيا غير رسول. انتهى.