الصفة الثانية: ووصف الله إبراهيم عليه السلام أنه كان قانتاً لله، والقنوت بالتاء غير القنوط بالطاء، فالقنوت بالتاء بمعنى الخشوع، وبمعنى دوام الطاعة، وبمعنى القيام مصلياً لله رب العالمين سبحانه.
فيقال: هذا قانت لله، أي: خاشع خاضع مذل نفسه لله رب العالمين، قائم في صلاته يركع ويسجد لله سبحانه، ويطيل الدعاء، فهذه كلها من معاني القنوت.
وقد حصل لإبراهيم عليه السلام كمال القنوت لرب العالمين سبحانه، وقيل: القنوت دوام الطاعة، يقال: المصلي إذا أطال في قيامه أو ركوعه أو سجوده، فهو قانت، يقول الله عز وجل: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر:9]، ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وجاء في الحديث أن القنوت بمعنى: القيام في الصلاة، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصلاة خير، فقال: (طول القنوت)، وطول القنوت بمعنى: طول القيام والقراءة فيه.
وكذا كان إبراهيم قانتاً لله.
أما القنوط بالطاء فهو بمعنى: اليأس، وقد ورد أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما قالت له الملائكة: {فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ} [الحجر:55]، أجابهم كما حكى الله عنه: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر:56].