من تبع المجتهد وهو يعلم أنه مخطئ

والمجتهد إذا اجتهد وأخطأ، والذي تبعه علم أنه اجتهد وعلم أنه أخطأ في اجتهاده، فهل من حقه أن يتبعه؟ يقول شيخ الإسلام: من علم أن هذا أخطأ فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ثم اتبعه على خطئه وعدل عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا له نصيب من الشرك وإن لم يكن شركاً أكبر، ولكن فيه شيء من الشرك؛ لأنه علم أن هذه المسألة حرام واتبع فلاناً العالم وهو يعلم أنه أخطأ فيها، فترك اتباع الكتاب والسنة واتبع فلاناً من دون الله سبحانه، فهذا له نصيب من الشرك، وهذا الذي فعله ذمه الله سبحانه، قال: (لاسيما إن اتبع ذلك لهواه، ونصره باليد واللسان مع علمه أنه مخالف للرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا شرك يستحق صاحبه العقوبة عليه) يعني: هذا من أنواع الشرك، والغالب في كثير من الناس من أتباع المذاهب أنهم يتبعون على هذا الوصل فيقول لك: مستحيل أن أبا حنيفة يخطئ، أو مستحيل أن الإمام الشافعي يخطئ، فإن قلت له: الحديث يقول خلاف ما يقول العالم، قال: لهم تأويل في هذا الشيء، فيكون حينها قد عرف الحديث وصحته ومع ذلك لم يتبعه وإنما اتبع الإمام الفلاني، فهذا فيه نصيب من الشرك وإن لم يكن خارجاً من دين الله سبحانه، ولكنه فيه شيء من الشرك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015