الليلة الشديدة التي يطول فيها الشر، وروي أنه لما جاور في طيء نزل به علقمة بن عبدة التميمي، فتذاكر الشعر، فقال كل واحد منهما لصاحبه: أنا أشعر منك، فقال له علقمة: قل شعرًا تمدح فيه فرسك والصيد، وأقول مثلهن وهذه الحكم بيني وبينك، فقال أمرؤ القيس قصيدته التي مطلعها:
خليلي مرا بي على أم جندب ... لتقضى لبانات الفؤاد المعذب
حتى مر بقوله:
فللساق ألهوب، وللسوط درة ... وللزجر منه وقع أهوج منعب
وأنشد علقمة:
ذهبت من الهجران في غير مذهب ... ولم يك حقًا كل هذا التجنب
حتى انتهى إلى قوله:
فأدركهن ثانيًا من عنانه ... يمر كغيثٍ رائحٍ متحلب
فقالت له: علقمة أشعر منك، فقال: وكيف" قالت: لأنك زجرت فرسك، وحركته بساقك، وضربته بسوطك، وإنه أردك الصيد ثانيًا من عنان فرسك، فغضب أمرؤ القيس، وقال: ليس كما قلت، ولكنك هويته، فطلقها، فتزوجها علقمة، وبهذا لقب علقمة الفحل، أهـ من الديون بحروفه.
تنيه: بحر معلقة امرئ القيس هو البحر الطويل.
تنبيه: معنى المعلقة: كان العرب في الجاهلية يقول الواحد منهم الشعر في أقصى الأرض، فلا يؤبه له، ولا ينشده أحد حتى يأتي مكة المكرمة في موسم الحج، فيعرضه على أندية قريش، فإن استحسنوه روي، وافتخر به قائله وعلق على ركن من أركان الكعبة حتى يراه الناس، وإن لم يستحسنوه