أيها القارئ الكريم إني أحبوك إعراب الكلمتين الآتيتين بالتفصيل، أما الأولى فهي لفظ (ولقد) وقد تكرر لفظها في كل المعلقات، ولا سيما معلقة عنترة التي تكرر لفظها بكثرة، وإعرابها كما يلي:
الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف تقديره: والله، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم، هذا وبعضهم يعتبر الواو عاطفة، وبعضهم يعتبرها حرف استئناف، ويعتبرون الجملة الآتية جوابًا لقسم محذوف، ولا أسلمه أبدًا، لأنه يكون على هذا قد حذف واو القسم، والمقسم به، ويصير التقدير: ووالله أقسم، أو أقسم والله، واللام واقعة في جواب القسم المحذوف، وبعضهم يقول: اللام موطئة للقسم، والموطئة معناها المؤذنة، وهذه اللام إنما تدخل على إن الشرطية، لتدل على القسم المتقدم على الشرط، وتكون الجملة الآتية جوابًا للقسم المدلول عليه باللام، والمتقدم على الشرط حكمة، كما في قوله تعالى: {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم} [الحشر: 12]، افهم هذا وأحفظه فإنه جيد، إن شاء الله تعالي.
فإن قيل: ما ذكرته من إعراب يؤدي إلى حذف المقسم به، وبقاء حرف القسم، فالجواب أنه قد حذف المقسم به حذفًا مطردة في أوائل السور