في محل نصب اسمها. عذرة: خبرها، وإن واسمها وخبرها جملة اسميه مستأنفة لا محل لها. إلا: أصلها إن لا. إن: شرطية ولا نافية. تكن: فعل مضارع ناقص فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هي، يعود إلى عذرة. نفعت: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل يعود إلى عذرة أيضًا، والجملة الفعلية في محل نصب خبر تكن، وجملة (تكن نفعت) ابتدائية لا محل لها من الإعراب، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي. الفاء: واقعة في جواب الشرط. إن: حرف مشبه بالفعل. صاحبها: اسمها، وها مضاف إليه. قد: حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. تاه: فعل ماض، والفاعل يعود إلى صاحبها، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن، وجملة (إن ... الخ) في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، وقال الدسوقي لا محل لها. في البلد: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. تأمل وتدبر، وربك أعلم وأجل وأكرم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه وسلم.
خاتمة: هذه القصيدة مدح بها النابغة النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وتنصل بها عما قذفوه به حتى خافه، وهرب منه إلى بني جفنة، ملوك الشام، وهي من القصائد الاعتذاريات، ولحسنها ألحقها أبو جعفر النحاس، والخطيب التبريزي وغيرهما بالمعلقات السبع.
وكان النابغة من خواص النعمان بن المنذر وندمائه وأهل أنسه، فرأى المتجردة زوجة النعمان يومًا، وغشيها أمر، سقط نصيفها، وهو ما تغطي به رأسها، فاستترت بيدها وذراعها، فذكرها في قصيدة ووصفها، وذكر فيها أمورًا عجيبةً منها في صفة فرجها، ثم أنشدها النابغة مرة بن سعيد القريعي، فأنشدها مرة النعمان، فامتلأ غضبًا، وتوعد النابغة وتهدده، فهرب منه إلى ملوك غسان بالشام، وهم بنو جفنة، وقيل: إن الذي من أجله هرب النابغة أنه كان هو والمنخل اليشكري نديمين للنعمان، وكان النعمان دميمًا قبيح المنظر،