إن قلتَ: كيف قال ذلكَ، مع أنه تعالى خبير بهم في كلِّ زمنٍ؟
قلتُ: معناه إن ربهم تعالى مجازيهم يومئذٍ على أعمالهم، فتجوَّز بالعلم عن المجازاة، كما في قوله تعالى " أولئِكَ الَّذِين يَعْلمُ مَا في قُلُوبهِمْ " أي مجازيهم على ما فيها.
" تمت سووة العاديات "
قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيةٍ)
جَمَع فيه وفيما بعده الميزان مع أنه واحدٌ، باعتبار تعدُّد الموزوناتِ والموزونِ لهم، وقيل: هي جمع موزون.
إن قلتَ: كيف قال فيمن خفَّتْ موازينُه " فَأُمُّهُ هَاوِيةٌ "
أي فمسكنُه النَّارُ، مع أن أكثر المؤمنين، سيِّئاتهم راجحةٌ على حسناتهم.
قلتُ: قوله " فأمُّه هَاوِيةٌ " لا يدلُّ على خلوده فيها، فيسكن المؤمنُ فيها بقدر ما تقتضيه ذنوبُه، ثم يخرج منها إلى الجنة.