قَوْلُهُ سُورَةُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا سُورَةُ الْإِخْلَاصِ وَجَاءَ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ فَنَزَلَتْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالطَّبَرِيُّ وَفِي آخِرِهِ قَالَ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلَّا سَيَمُوتُ وَلَا شَيْءَ يَمُوتُ إِلَّا يُورَثُ وَرَبُّنَا لَا يَمُوتُ وَلَا يُورَثُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ شِبْهٌ وَلَا عِدْلٌ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ مُرْسَلًا وَقَالَ هَذَا أصح وَصحح الْمَوْصُول بن خُزَيْمَةَ وَالْحَاكِمُ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى وَالطَّبَرِيِّ وَالطَّبَرَانِيِّ فِي الْأَوْسَطِ قَوْلُهُ يُقَالُ لَا يُنَوَّنُ أَحَدٌ أَيْ وَاحِدٌ كَذَا اخْتَصَرَهُ وَالَّذِي قَالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ اللَّهُ أَحَدٌ لَا يُنَوَّنُ كُفُوًا أَحَدٌ أَيْ وَاحِدٌ انْتَهَى وَهَمْزَةُ أَحَدٍ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ لِأَنَّهُ مِنَ الْوَحْدَةِ وَهَذَا بِخِلَافِ أَحَدٍ الْمُرَادُ بِهِ الْعُمُومُ فَإِنَّ هَمْزَتَهُ أَصْلِيَّةٌ وَقَالَ الْفَرَّاءُ الَّذِي قَرَأَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ يَقُولُ النُّونُ نُونُ إِعْرَابٍ إِذَا اسْتَقْبَلَتْهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ حُذِفَتْ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِلَازِمٍ انْتَهَى وَقَرَأَهَا بِغَيْرِ تَنْوِينٍ أَيْضًا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَرُوِيَتْ عَنْ أَبِي عَمْرٍو أَيْضًا وَهُوَ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ عَمْرو الْعلي هشيم الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ الْأَبْيَاتَ وَقَوْلُ الْآخَرِ وَلَا ذَاكِرَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ الْفَرَّاءِ إِذا استقبلتها أَيْ إِذَا أَتَتْ بَعْدَهَا وَأَغْرَبَ الدَّاوُدِيُّ فَقَالَ إِنَّمَا حُذِفَ التَّنْوِينُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَهِيَ لُغَةٌ كَذَا قَالَ

[4974] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ لِشُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ فِيهِ إِسْنَادٌ آخَرُ أَخْرَجَهُ المُصَنّف من حَدِيث بن عَبَّاسٍ كَمَا تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ قَوْلُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ بِلَفْظِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَاهُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَالشَّكُّ فِيهِ مِنَ الْمُصَنِّفِ فِيمَا أَحْسَبُ قَوْلُهُ قَالَ الله تَعَالَى كَذبَنِي بن آدَمَ سَأَذْكُرُ شَرْحَهُ فِي الْبَابِ الَّذِي بَعْدَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015