وَلَا لِلْفَاءِ مِنْ قَوْلِهِ فِقُوا وَجْهًا قَالَ بن التِّينِ وَلَعَلَّ الْمَعْنَى أَوْقِفُوا بِتَقْدِيمِ الْقَافِ عَلَى الْفَاءِ أَيْ أَوْقِفُوهُمْ عَنِ الْمَعْصِيَةِ قَالَ لَكِنَّ الصَّوَابَ عَلَى هَذَا حَذْفُ الْأَلِفِ لِأَنَّهُ ثُلَاثِيٌّ مِنْ وَقَفَ قَالَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَوْفَقُوا يَعْنِي بِفَتْحِ الْفَاءِ وَضَمِّ الْقَافِ لَا تَعْصُوا فَيَعْصُوا مِثْلَ لَا تَزِنُ فَيَزِنُ أَهْلُكَ وَتَكُونُ أَوْ عَلَى هَذَا لِلتَّخْيِيرِ وَالْمَعْنَى إِمَّا أَنْ تَأْمُرُوا أَهْلِيكُمْ بِالتَّقْوَى أَوْ فَاتَّقُوا أَنْتُمْ فَيَتَّقُوا هُمْ تَبَعًا لَكُمُ انْتَهَى وَكُلُّ هَذِهِ التَّكَلُّفَاتِ نَشَأَتْ عَنْ تَحْرِيفِ الْكَلِمَةِ وَإِنَّمَا هِيَ أَوْصُوا بِالصَّادِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَاب أَيْضا طرفا من حَدِيث بن عَبَّاسٍ عَنْ عُمْرَ أَيْضًا فِي قِصَّةِ الْمُتَظَاهِرَتَيْنِ وَسَيَأْتِي شَرحه
ذَكَرَ فِيهِ طَرَفًا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنْ عُمَرَ فِي مُوَافَقَاتِهِ وَاقْتَصَرَ مِنْهُ عَلَى قِصَّةِ الْغَيْرَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فِي أَوَائِلِ الصَّلَاةِ تَامًّا وَذَكَرْنَا كُلَّ مُوَافَقَةٍ مِنْهَا فِي بَابِهَا وَسَيَأْتِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالْغَيْرَةِ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْله سُورَة تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِلْجَمِيعِ قَوْلُهُ التَّفَاوُتُ الِاخْتِلَافُ وَالتَّفَاوُتُ وَالتَّفَوُّتُ وَاحِدٌ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ وَهُوَ مِثْلُ تَعَهَّدْتُهُ وَتَعَاهَدْتُهُ وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ مِنْ تَفَوُّتٍ وَقَالَ الْفَرَّاءُ هِيَ قِرَاءَة بن مَسْعُودٍ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّفَاوُتُ الِاخْتِلَافُ يَقُولُ هَلْ تَرَى فِي خلق الرَّحْمَن من اخْتِلَاف وَقَالَ بن التِّين قيل مُتَفَاوِتٌ فَلَيْسَ مُتَبَايِنًا وَتَفَوَّتَ فَاتَ بَعْضُهُ بَعْضًا قَوْلُهُ تَمَيَّزُ تَقَطَّعُ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ فِي قَوْله تكَاد تميز من الغيظ أَيْ تَقَطَّعُ عَلَيْهِمْ غَيْظًا قَوْلُهُ مَنَاكِبِهَا جَوَانِبِهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَامْشُوا فِي مناكبها أَيْ جَوَانِبِهَا وَكَذَا قَالَ الْفَرَّاءُ قَوْلُهُ تَدَّعُونَ وَتَدْعُونَ وَاحِدٌ مِثْلُ تَذَّكَّرُونَ وَتَذْكُرُونَ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ فِي قَوْلِهِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تدعون يُرِيدُ تَدْعُونَ بِالتَّخْفِيفِ وَهُوَ مِثْلُ تَذَّكَّرُونَ وَتَذْكُرُونَ قَالَ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ وَأَشَارَ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يُقْرَأْ بِالتَّخْفِيفِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ الَّذِي كُنْتُم بِهِ تدعون أَيْ تَدَّعُونَ بِهِ وَتُكَذِّبُونَ قَوْلُهُ يُقَالُ غَوْرًا غَائِرًا يُقَالُ لَا تَنَالُهُ