يُحْتَمَلُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا بِأَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الدُّعَاءِ دَاخل الصَّلَاة وَقد روى بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى عِنْدَ الْبَيْتِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالدُّعَاءِ فَنَزَلَتْ وَجَاءَ عَنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ فِي ذَلِكَ أَقْوَالٌ أخرمنها مَا رَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ صَحَابِيٍّ لَمْ يُسَمِّ رَفْعُهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ فِي دُعَائِكَ فَتَذْكُرُ ذُنُوبَكَ فَتُعَيَّرُ بِهَا وَمِنْهَا مَا رَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاس لَا تجْهر بصلاتك أَي لَا تصل مراآة للنَّاس وَلَا تخَافت بهَا أَيْ لَا تَتْرُكْهَا مَخَافَةً مِنْهُمْ وَمِنْ طُرُقٍ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ نَحْوَهُ وَقَالَ الطَّبَرِيُّ لَوْلَا أَنَّنَا لَا نَسْتَجِيزُ مُخَالَفَةَ أَهْلِ التَّفْسِيرِ فِيمَا جَاءَ عَنْهُم لأحتمل أَن يكون المُرَاد لَا تجْهر بصلاتك أَي بِقِرَاءَتِك نَهَارا وَلَا تخَافت بهَا أَي لَيْلًا وَكَانَ ذَلِك وَجها لايبعد مِنَ الصِّحَّةِ انْتَهَى وَقَدْ أَثْبَتَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ قَوْلًا وَقِيلَ الْآيَةُ فِي الدُّعَاءِ وَهِيَ مَنْسُوخَةٌ بقوله ادعوا ربكُم تضرعا وخفية

(سُورَةُ الْكَهْفِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

ثَبَتَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ تَقْرِضُهُمْ تَتْرُكُهُمْ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ عَنْهُ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ نَحْوَهُ وَسَقَطَ هُنَا لِأَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِد وَكَانَ لَهُ ثَمَر ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ بِلَفْظِهِ وَأَخْرَجَ الْفَرَّاءُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ ثُمُرٌ بِالضَّمِّ فَهُوَ الْمَالُ وَمَا كَانَ بِالْفَتْحِ فَهُوَ النَّبَاتُ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ جَمَاعَةُ الثَّمَرُ كَأَنَّهُ عَنَى بِهِ قَتَادَةَ فَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيِّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ الثَّمَرُ الْمَالُ كُلُّهُ وَكُلُّ مَالٍ إِذَا اجْتَمَعَ فَهُوَ ثَمَرٌ إِذَا كَانَ مِنْ لَوْنِ الثَّمَرَةِ وَغَيْرِهَا من المَال كُله وروى بن الْمُنْذِرِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ قَرَأَ بن عَبَّاسٍ ثَمَرً يَعْنِي بِفَتْحَتَيْنِ وَقَالَ يُرِيدُ أَنْوَاعَ الْمَالِ انْتَهَى وَالَّذِي قَرَأَ هُنَا بِفَتْحَتَيْنِ عَاصِمٌ وَبِضَمٍّ ثُمَّ سُكُونٍ أَبُو عَمْرٍو وَالْبَاقُونَ بِضَمَّتَيْنِ قَالَ بن التِّينِ مَعْنَى قَوْلِهِ جَمَاعَةُ الثَّمَرِ أَنَّ ثَمَرَةً يُجْمَعُ عَلَى ثِمَارٍ وَثِمَارٌ عَلَى ثُمُرٍ قَوْلُهُ بَاخِعٌ مُهْلِكٌ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَنْشَدَ لِذِي الرُّمَّةِ أَلَا أَيُّهَذَا الْبَاخِعُ الْوَجْدُ نَفْسَهُ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ باخع نَفسك أَيْ قَاتِلٌ نَفْسَكَ قَوْلُهُ أَسِفًا نَدَمًا هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَقَالَ قَتَادَةُ حَزِنًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015