(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ الْآيَةَ)

كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَسَاقَ غَيْرُهُ إِلَى حِينٍ وَسَقَطَ عِنْدَهُمْ بَابُ قَوْلِهِ ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيث بن عُمَرَ

[4698] قَوْلُهُ تُشْبِهُ أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ شَكٌّ مِنْ أَحَدِ رُوَاتِهِ وَأَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنَ الطَّرِيقِ الَّتِي أَخْرَجَهَا مِنْهَا الْبُخَارِيُّ بِلَفْظِ تُشْبِهُ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ وَلَمْ يَشُكَّ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ الْحَدِيثِ مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ الْعِلْمِ وَقَدْ تَقَدَّمَ هُنَاكَ الْبَيَانُ الْوَاضِحُ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالشَّجَرَةِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ النَّخْلَةُ وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا شَجَرَةُ الْجَوْزِ الْهِنْدِيِّ وَقَدْ أخرجه بن مرْدَوَيْه من حَدِيث بن عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ فِي قَوْلِهِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كل حِين قَالَ هِيَ شَجَرَةُ جَوْزِ الْهِنْدِ لَا تَتَعَطَّلُ مِنْ ثَمَرَةٍ تَحْمِلُ كُلَّ شَهْرٍ وَمَعْنَى قَوْلُهُ طَيِّبَةٌ أَيْ لَذِيذَةُ الثَّمَرِ أَوْ حَسَنَةُ الشَّكْلِ أَوْ نَافِعَةٌ فَتَكُونُ طَيِّبَةٌ بِمَا يَئُولُ إِلَيْهِ نَفعهَا وَقَوله أَصْلهَا ثَابت أَيْ لَا يَنْقَطِعُ وَقَوْلُهُ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ أَيْ هِيَ نِهَايَةٌ فِي الْكَمَالِ لِأَنَّهَا إِذَا كَانَتْ مُرْتَفِعَةٌ بَعُدَتْ عَنْ عُفُونَاتِ الْأَرْضِ وَلِلْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ النَّخْلَةُ وَالشَّجَرَةُ الخبيثة الحنظلة

(قَوْلُهُ بَابُ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِت)

ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ الْبَرَاءِ مُخْتَصَرًا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ أَتَمَّ سِيَاقًا وَاسْتَوْفَيْتُ شَرْحَهُ فِي ذَلِك الْبَاب قَوْلُهُ بَابُ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كفرا أَلَمْ تَرَ أَلَمْ تَعْلَمْ كَقَوْلِهِ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذين خَرجُوا زَادَ غَيْرُ أَبِي ذَرٍّ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ وَهَذَا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ بِلَفْظِهِ قَوْلُهُ الْبَوَارُ الْهَلَاكُ بَارَ يَبُورُ بَوْرًا قَوْمًا بُورًا هَالِكِينَ هُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ بن عَبَّاسٍ فِيمَنْ نَزَلَتْ فِيهِ الْآيَةُ مُخْتَصَرًا وَقَدْ تَقَدَّمَ مُسْتَوْفًى مَعَ شَرْحِهِ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ وروى الطَّبَرِيّ من طَرِيق أُخْرَى عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَأَلَ عُمَرَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ مَنْ هُمْ قَالَ هُمُ الْأَفْجَرَانِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ وَبَنِي أُمَيَّةَ أَخْوَالِي وَأَعْمَامِكِ فَأَمَّا أَخْوَالِي فَاسْتَأْصَلَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ وَأَمَّا أَعْمَامُكُ فَأَمْلَى اللَّهُ لَهُمْ إِلَى حِينٍ وَمِنْ طَرِيقِ عَلِيٍّ قَالَ هُمُ الْأَفْجَرَانِ بَنُو أُمَيَّةَ وَبَنُو الْمُغِيرَةَ فَأَمَّا بَنُو الْمُغِيرَةَ فَقَطَعَ اللَّهُ دَابِرَهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ وَأَمَّا بَنُو أُمَيَّةَ فَمُتِّعُوا إِلَى حِينٍ وَهُوَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أَيْضًا وَالنَّسَائِيِّ وَصَححهُ الْحَاكِم قلت وَالْمرَاد بَعْضُهُمْ لَا جَمِيعَ بَنِي أُمَيَّةَ وَبَنِي مَخْزُومٍ فَإِنَّ بَنِي مَخْزُومٍ لَمْ يُسْتَأْصَلُوا يَوْمَ بَدْرٍ بَلِ الْمُرَادُ بَعْضُهُمْ كَأَبِي جَهْلٍ مِنْ بَنِي مَخْزُوم وَأبي سُفْيَان من بني أُميَّة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015