جَمِيعًا وَهُوَ الصَّوَابُ وَالْمُرَادُ أَنَّ الْجَمْعَ وَالْوَاحِدَ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَقَدْ وَرَدَ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ فَقَدْ قَالَ فِي الْوَاحِدِ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ وَقَالَ فِي الْجَمْعِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ وَالَّذِي فِي كَلَامِ أَبِي عُبَيْدَةَ الْفُلْكُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ وَهِيَ السَّفِينَةُ وَالسُّفُنُ وَهَذَا أَوْضَحُ فِي الْمُرَادِ قَوْلُهُ مُجْرَاهَا مَدْفَعُهَا وَهُوَ مَصْدَرٌ أَجْرَيْتُ وَأَرْسَيْتُ حَبَسْتُ وَيُقْرَأُ مَجْرَاهَا مِنْ جَرَتْ هِيَ وَمُرْسِيهَا مِنْ رَسَتْ وَمُجْرِيهَا وَمُرْسِيهَا مِنْ فُعِلَ بِهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى بِسم الله مجْراهَا أَيْ مَسِيرُهَا وَهِيَ مِنْ جَرَتْ بِهِمْ وَمَنْ قَرَأَهَا بِالضَّمِّ فَهُوَ مِنْ أَجْرَيْتُهَا أَنَا وَمُرْسَاهَا أَيْ وَقْفَهَا وَهُوَ مَصْدَرٌ أَيْ أَرْسَيْتُهَا أَنَا انْتَهَى وَوَقَعَ فِي بَعْضِ الشُّرُوحِ مَجْرَاهَا مَوْقِفُهَا بِوَاوٍ وَقَافٍ وَفَاءٍ وَهُوَ تَصْحِيفٌ لَمْ أَرَهُ فِي شَيْء من النّسخ ثمَّ وجدت بن التِّينِ حَكَاهَا عَنْ رِوَايَةِ الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ يَعْنِي الْقَابِسِيَّ قَالَ وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ لِأَنَّهُ فَاسِدُ الْمَعْنَى وَالصَّوَابُ مَا فِي الْأَصْلِ بِدَالٍ ثُمَّ فَاءٍ ثُمَّ عَيْنٍ تَنْبِيهٌ الَّذِي قَرَأَ بِضَمِّ الْمِيمِ فِي مُجْرَاهَا الْجُمْهُورُ وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ بِالْفَتْحِ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ كَالْجُمْهُورِ وَقَرَءُوا كُلُّهُمْ فِي الْمَشْهُورِ بِالضَّمِّ فِي مرْسَاها وَعَن بن مَسْعُودٍ فَتْحَهَا أَيْضًا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَفِي قِرَاءَةِ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ مُجْرِيهَا وَمُرْسِيهَا بِضَمِّ أَوَّلِهِمَا وَكَسْرِ الرَّاءِ وَالسِّينِ أَيِ اللَّهُ فَاعِلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ رَاسِيَاتٍ ثَابِتَاتٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَقُدُورٍ راسيات أَيْ ثِقَالٍ ثَابِتَاتٍ عِظَامٍ وَكَأَنَّ الْمُصَنِّفَ ذَكَرَهَا اسْتِطْرَادًا لما ذكر مرْسَاها قَوْله عِنْد وَعَنُودٌ وَعَانِدٌ وَاحِدٌ هُوَ تَأْكِيدُ التَّجَبُّرِ هُوَ قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بِمَعْنَاهُ لَكِنْ قَالَ وَهُوَ الْعَادِل عَن الْحق وَقَالَ بن قُتَيْبَة الْمعَارض الْمُخَالف قَوْلُهُ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ وَاحِدُهُ شَاهِدٌ مِثْلُ صَاحِبٍ وَأَصْحَابٍ هُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا وَاخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِهِمْ هُنَا فَقِيلَ الْأَنْبِيَاءُ وَقِيلَ الْمَلَائِكَةُ أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَهَذَا أَعَمُّ وَعَنْ قَتَادَةَ فِيمَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاق الْخَلَائق وَهَذَا أَعم من الْجَمِيع