سبتهم شرعا أَيْ شَوَارِعَ انْتَهَى وَشُرَّعٌ وَشَوَارِعُ جَمْعُ شَارِعٍ وَهُوَ الظَّاهِرُ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاق عَن بن جريج عَن رجل عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سبتهم شرعا أَيْ بِيضًا سِمَانًا فَتَنْبَطِحُ بِأَفْنِيَتِهِمْ ظُهُورُهَا لِبُطُونِهَا قَوْلُهُ بَئِيسٍ شَدِيدٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله بِعَذَاب بئيس أَيْ شَدِيدٍ وَبَئِيسٍ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَهِي الْقِرَاءَة الْمَشْهُورَة وفيهَا قراءات كَثِيرَة فِي الْمَشْهُور وَالشَّاذَّةِ لَا نُطِيلُ بِهَا قَوْلُهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ قَعَدَ وَتَقَاعَسَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ أَيْ لَزِمَهَا وَتَقَاعَسَ وَأَبْطَأَ يُقَالُ فُلَانٌ مُخْلِدٌ أَيْ بَطِيءُ الشَّبَابِ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ مَالَ إِلَى الدُّنْيَا انْتَهَى وَأَصْلُ الْإِخْلَادِ اللُّزُومُ فَالْمَعْنَى لَزِمَ الْمَيْلَ إِلَى الْأَرْضِ قَوْله سنستدرجهم نأتيهم من مأمنهم كَقَوْلِه تَعَالَى فَأَتَاهُم الله من حَيْثُ لم يحتسبوا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى سَنَسْتَدْرِجُهُمُ الِاسْتِدْرَاجُ أَنْ يَأْتِيَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ وَمِنْ حَيْثُ يَتَلَطَّفُ بِهِ حَتَّى يُغَيِّرَهُ انْتَهَى وَأَصْلُ الِاسْتِدْرَاجِ التَّقْرِيبُ مَنْزِلَةً مَنْزِلَةً مِنَ الدَّرْجِ لِأَنَّ الصَّاعِدَ يَرْقَى دَرَجَةً دَرَجَةً قَوْلُهُ مِنْ جِنَّةٍ مِنْ جُنُونِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَا بِصَاحِبِهِمْ من جنَّة أَيْ جُنُونٍ وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْجِنَّةِ الْجِنُّ كَقَوْلِهِ من الْجنَّة وَالنَّاس وَعَلَى هَذَا فَيُقَدَّرُ مَحْذُوفٌ أَيْ مَسُّ جِنَّةٍ قَوْلُهُ أَيَّانَ مُرْسَاهَا مَتَى خُرُوجُهَا هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ مُرْسَاهَا أَيْ مُنْتَهَاهَا وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ قِيَامُهَا قَوْلُهُ فَمَرَّتْ بِهِ اسْتَمَرَّ بهَا الْحمل فائمته تَقَدَّمَ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَلَمْ يَقَعْ هُنَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ يَنْزِغَنَّكَ يَسْتَخِفَّنَّكَ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَزَادَ مِنْهُ قَوْلُهُ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمْ أَيْ أَفْسَدَ قَوْلُهُ طَيْفٌ مُلِمٌّ بِهِ لَمَمٌ وَيُقَالُ طَائِفٌ وَهُوَ وَاحِدٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ إِذَا مَسَّهُمْ طائف أَيْ لَمَمٌ انْتَهَى وَاللَّمَمُ يُطْلَقُ عَلَى ضَرْبٍ مِنَ الْجُنُونِ وَعَلَى صِغَارِ الذُّنُوبِ وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فَمِنْهُمْ مَنْ قَرَأَ طَائِفٌ وَمِنْهُمْ مَنْ قَرَأَ طيف وَاخْتَارَ بن جَرِيرٍ الْأُولَى وَاحْتَجَّ بِأَنَّ أَهْلَ التَّأْوِيلِ فَسَّرُوهُ بِمَعْنَى الْغَضَبِ أَوِ الزَّلَّةِ وَأَمَّا الطَّيْفُ فَهُو الْخَيَالُ ثُمَّ حَكَى بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ أَنَّ الطيف والطائف بِمَعْنى وَاحِد وَأسْندَ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الطَّائِفُ اللَّمَّةُ مِنَ الشَّيْطَانِ قَوْلُهُ يَمُدُّونَهُمْ يُزَيِّنُونَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وإخوانهم يمدونهم فِي الغي أَيْ يُزَيِّنُونَ لَهُمُ الْغَيَّ وَالْكُفْرَ قَوْلُهُ وَخُفْيَةً خَوْفًا وَخِيفَةً مِنَ الْإِخْفَاءِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وخيفة أَيْ خَوْفًا وَذَهَبَتِ الْوَاوُ لِكَسْرَةِ الْخَاءِ وَقَالَ بن جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً أَي سرا أخرجه بن الْمُنْذِرِ وَقَوْلُهُ مِنَ الْإِخْفَاءِ فِيهِ تَجَوُّزٌ وَالْمَعْرُوفُ فِي عُرْفِ أَهْلِ الصَّرْفِ مِنَ الْخَفَاءِ لِأَنَّ الْمَزِيدَ مُشْتَقٌّ مِنَ الثُّلَاثِيِّ وَيُوَجَّهُ الَّذِي هُنَا بِأَنَّهُ أَرَادَ انْتِظَامَ الصِّفَتَيْنِ مِنْ مَعْنًى وَاحِدٍ قَوْلُهُ وَالْآصَالِ وَاحِدُهَا أَصِيلٌ وَهُوَ مَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى الْمُغْرِبِ كَقَوْلِكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة أَيْضا بِلَفْظِهِ قَالَ بن التِّينِ ضُبِطَ فِي نُسْخَةٍ أُصُلٌ بِضَمَّتَيْنِ وَفِي بَعْضِهَا أَصِيلٌ بِوَزْنِ عَظِيمٍ وَلَيْسَ بِبَيِّنٍ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ أَنَّ الْآصَالَ جَمْعُ أَصِيلٍ فَيَصِحُّ قُلْتُ وَهُوَ وَاضِحٌ فِي كَلَامِ الْمُصَنِّفِ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ الْآصَالُ الْعشي وَقَالَ بن فَارِسٍ الْأَصِيلُ وَاحِدُ الْأُصُلُ وَجَمْعُ الْأُصُلِ آصَالٌ فَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ وَالْأَصَائِلُ جَمْعُ أَصِيلَةٍ وَمِنْهُ قَوْله بكرَة وَأَصِيلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015