بِالْبَابِ قَوْلُهُ لَمَسْتُمْ وَهِيَ قِرَاءَةُ الْكُوفِيِّينَ حَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ وَالْأَعْمَشِ وَيَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ وَخَالَفَهُمْ عَاصِمٌ من الْكُوفِيّين فَوَافَقَ أهل الْحجاز فقرؤوا أَوْ لَامَسْتُمْ بِالْأَلِفِ وَوَافَقَهُمْ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاء من الْبَصرِيين ثمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثَ عَائِشَةَ فِي سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ مِنْ وَجْهَيْنِ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهَا مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ التَّيَمُّمِ وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُعُقِّبَ بِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى أَوَّلَ مَا نَزَلَ ثُمَّ نَامَ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ التَّهَجُّدَ الْقِيَامُ إِلَى الصَّلَاةِ بَعْدَ هَجْعَةٍ ثُمَّ يَحْتَمِلُ أَنَّهُ هَجَعَ فَلَمْ يَنْتَقِضْ وُضُوءُهُ لِأَنَّ قَلْبَهُ لَا يَنَامُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ثمَّ نَام وَالله أعلم
كَذَا لِلْمُسْتَمْلِيِّ وَلِغَيْرِهِ بَابُ فَاذْهَبْ إِلَخْ وَأَغْرَبَ الدَّاوُدِيُّ فَقَالَ مُرَادُهُمْ بِقَوْلِهِمْ وَرَبُّكَ أَخُوهُ هَارُونُ لِأَنَّهُ كَانَ أكبر مِنْهُ سنا وَتعقبه بن التِّينِ بِأَنَّهُ خِلَافُ قَوْلِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ كُلِّهِمْ
[4609] قَوْلُهُ وَحَدَّثَنِي حَمْدَانُ بْنُ عُمَرَ هُوَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ وَاسْمُهُ أَحْمَدُ وَحَمْدَانُ لَقَبُهُ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ إِلَّا هَذَا الْمَوْضِعُ وَهُوَ مِنْ صِغَارِ شُيُوخِهِ وَعَاشَ بَعْدَ الْبُخَارِيِّ سَنَتَيْنِ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى الْحَدِيثِ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ قَوْلُهُ وَرَوَاهُ وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ إِلَخْ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّ صُورَةَ سِيَاقِهِ أَنَّهُ مُرْسَلٌ بِخِلَافِ سِيَاقِ الْأَشْجَعِيِّ لَكِنِ اسْتَظْهَرَ الْمُصَنِّفُ لِرِوَايَةِ الْأَشْجَعِيِّ الْمَوْصُولَةِ بِرِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي ذَكَرَهَا قَبْلُ وَطَرِيقُ وَكِيعٍ هَذِهِ وَصَلَهَا أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ فِي مسنديهما عَنهُ وَكَذَا أخرجهَا بن أَبِي خَيْثَمَةَ مِنْ طَرِيقِهِ تَنْبِيهٌ وَقَعَ قَوْلُهُ وَرَوَاهُ وَكِيعٌ إِلَخْ مُقَدَّمًا فِي الْبَابِ عَلَى بَقِيَّةِ مَا فِيهِ عِنْدَ أَبِي ذَرٍّ مُؤَخَّرًا عِنْد البَاقِينَ وَهُوَ أشبه بِالصَّوَابِ