بن خُزَيْمَةَ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْهُ بِلَفْظِ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ إِنِ امْرُؤٌ هلك لَيْسَ لَهُ ولد وَقَالَ مَرَّةً حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْكَلَالَةِ وَأَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْهُ عَنْ يَحْيَى بن آدم عَن بن عُيَيْنَةَ بِلَفْظِ حَتَّى نَزَلَتْ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادكُم للذّكر مثل حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ وَأَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ عَنْهُ فَقَالَ فِي آخِرِهِ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ فَمُرَادُ الْبُخَارِيِّ بِقَوْلِهِ فِي التَّرْجَمَةِ إِلَى قَوْلِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ مُرَادَ جَابِرٍ مِنْ آيَةِ الْمِيرَاثِ قَوْله وَأَن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً وَأَمَّا الْآيَةُ الْأُخْرَى وَهِيَ قَوْلُهُ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَة فَسَيَأْتِي فِي آخِرِ تَفْسِيرِ هَذِهِ السُّورَةِ أَنَّهَا مِنْ آخِرِ مَا نَزَلَ فَكَأَنَّ الْكَلَالَةَ لَمَّا كَانَتْ مُجْمَلَةً فِي آيَةِ الْمَوَارِيثِ اسْتَفْتَوْا عَنْهَا فَنزلت الْآيَة الْأَخِيرَة وَلم ينْفَرد بن جريج بِتَعْيِين الْآيَة الْمَذْكُورَة فقد ذكرهَا بن عُيَيْنَةَ أَيْضًا عَلَى الِاخْتِلَافِ عَنْهُ وَكَذَا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ أَبِي قيس عَن بن الْمُنْكَدِرِ وَفِيهِ نَزَلَتْ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ وَقد أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا عَن بن الْمَدِينِيِّ وَعَنِ الْجُعْفِيِّ مِثْلَ رِوَايَةِ قُتَيْبَةَ بِدُونِ الزِّيَادَة وَهُوَ الْمَحْفُوظ وَكَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ بن الْمُنْكَدِرِ بِلَفْظِ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ فَالْحَاصِلُ أَن الْمَحْفُوظ عَن بن الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ قَالَ آيَةُ الْمِيرَاثِ أَوْ آيَةُ الْفَرَائِضِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا يُوصِيكُمُ اللَّهُ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي رِوَايَة بن جريج وَمن تَابعه وَأما من قَالَ إِنَّهَا يَسْتَفْتُونَكَ فَعُمْدَتُهُ أَنَّ جَابِرًا لَمْ يَكُنْ لَهُ حِينَئِذٍ ولد وَإِنَّمَا كَانَ يُورَثُ كَلَالَةً فَكَانَ الْمُنَاسِبُ لِقِصَّتِهِ نُزُولَ الْآيَةِ الْأَخِيرَةِ لَكِنْ لَيْسَ ذَلِكَ بِلَازِمٍ لِأَنَّ الْكَلَالَةَ مُخْتَلَفٌ فِي تَفْسِيرِهَا فَقِيلَ هِيَ اسْمُ الْمَالِ الْمَوْرُوثِ وَقِيلَ اسْمُ الْمَيِّتِ وَقِيلَ اسْمُ الْإِرْثِ وَقِيلَ مَا تَقَدَّمَ فَلَمَّا لَمْ يُعَيِّنْ تَفْسِيرَهَا بِمَنْ لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ لَمْ يَصِحَّ الِاسْتِدْلَالُ لِمَا قَدَّمْتُهُ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي آخِرِ الْأَمْرِ وَآيَةُ الْمَوَارِيثِ نَزَلَتْ قَبْلَ ذَلِكَ بِمدَّة كَمَا أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ جَاءَتْ امْرَأَةُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَاتَانِ ابْنَتَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قُتِلَ أَبُوهُمَا مَعَكَ فِي أُحُدٍ وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ مَالَهُمَا قَالَ يَقْضِي اللَّهُ فِي ذَلِكَ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ فَأرْسل إِلَى عَمها فَقَالَ أعْط ابْنَتي سَعْدٍ الثُّلُثَيْنِ وَأُمَّهُمَا الثُّمُنَ فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لَكَ وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي تَقَدُّمِ نُزُولِهَا نَعَمْ وَبِهِ احْتَجَّ مَنْ قَالَ إِنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ فِي قِصَّةِ جَابِرٍ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي قِصَّةِ ابْنَتَيْ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِلَازِمٍ إِذْ لَا مَانِعَ أَنْ تَنْزِلَ فِي الْأَمْرَيْنِ مَعًا وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ نُزُولُ أَوَّلِهَا فِي قِصَّةِ الْبِنْتَيْنِ وَآخِرِهَا وَهِيَ قَوْلُهُ وَإِنْ كَانَ رجل يُورث كَلَالَة فِي قِصَّةِ جَابِرٍ وَيَكُونَ مُرَادُ جَابِرٍ فَنَزَلَتْ يُوصِيكُم الله فِي أَوْلَادكُم أَيْ ذِكْرُ الْكَلَالَةِ الْمُتَّصِلُ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَإِذَا تَقَرَّرَ جَمِيعُ ذَلِكَ ظَهَرَ أَنَّ بن جُرَيْجٍ لَمْ يَهِمْ كَمَا جَزَمَ بِهِ الدِّمْيَاطِيُّ وَمَنْ تَبِعَهُ وَأَنَّ مَنْ وَهَّمَهُ هُوَ الْوَاهِمُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ مَا يَتَعَلَّقُ بِشَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْفَرَائِضِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015