(قَوْلُهُ بَابُ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا)

ذكر فِيهِ حَدِيث بن الزُّبَيْرِ مَعَ عُثْمَانَ وَقَدْ تَقَدَّمَ قَبْلَ بَابَيْنِ وَسَقَطَتِ التَّرْجَمَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ فَصَارَ مِنَ الْبَاب الَّذِي قبله عِنْدهم قَوْلُهُ بَابُ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى فَصُرْهُنَّ قَطِّعْهُنَّ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَحْدَهُ وَقد أخرجه بن أبي حَاتِم من وَجْهَيْن عَن بن عَبَّاس وَمن طرق عَن جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ صُرْهُنَّ أَيْ أَوْثِقْهُنَّ ثُمَّ اذْبَحْهُنَّ وَقَدِ اخْتَلَفَ نَقَلَةُ الْقِرَاءَاتِ فِي ضَبْطِ هَذِهِ اللَّفْظَة عَن بن عَبَّاسٍ فَقِيلَ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ كَقِرَاءَةِ حَمْزَةَ وَقِيلَ بِضَمِّهِ كَقِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ وَقِيلَ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ مَعَ ضَمِّ أَوَّلِهِ وَكَسْرِهِ مِنْ صَرَّهُ يَصُرُّهُ إِذَا جَمَعَهُ وَنَقَلَ أَبُو الْبَقَاءِ تَثْلِيثَ الرَّاءِ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ وَهِيَ شَاذَّةٌ قَالَ عِيَاضٌ تَفْسِيرُ صُرْهُنَّ بِقَطِّعْهُنَّ غَرِيبٌ وَالْمَعْرُوفُ أَنَّ مَعْنَاهَا أَمِلْهُنَّ يُقَالُ صَارَّهُ يُصَيِّرُهُ وَيُصَوِّرُهُ إِذَا أَمَالَهُ قَالَ بن التِّينِ صُرْهُنَّ بِضَمِّ الصَّادِ مَعْنَاهَا ضُمَّهُنَّ وَبِكَسْرِهَا قَطِّعْهُنَّ قُلْتُ وَنَقَلَ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ أَنَّهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَعَنِ الْفَرَّاءِ الضَّمُّ مُشْتَرَكٌ وَالْكَسْرُ الْقَطْعُ فَقَطْ وَعَنْهُ أَيْضًا هِيَ مَقْلُوبَةٌ مِنْ قَوْلِهِ صَرَّاهُ عَنْ كَذَا أَيْ قَطَّعَهُ يُقَالُ صُرْتُ الشَّيْءَ فَانْصَارَ أَيِ انْقَطَعَ وَهَذَا يَدْفَعُ قَول من قَالَ يتَعَيَّن حمل تَفْسِير بن عَبَّاسٍ بِالْقَطْعِ عَلَى قِرَاءَةِ كَسْرِ الصَّادِ وَذَكَرَ صَاحِبُ الْمُغْرِبِ أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ وَقِيلَ بِالنَّبَطِيَّةِ لَكِنِ الْمَنْقُولُ أَوَّلًا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْعلم عِنْد اللَّهُ تَعَالَى ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015