(قوله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن

(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ)

يَعْنِي الْأَنْصَارَ

[3799] قَوْلُهُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَلِيٍّ هُوَ الْيَشْكُرِيُّ الْمَرْوَزِيُّ الصَّائِغُ كَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ مَاتَ قَبْلَ الْبُخَارِيِّ بِأَرْبَعِ سِنِينَ قَوْلُهُ حَدَّثَنَا شَاذَانُ أَخُو عَبْدَانَ هُوَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ أَخِيهِ عَبْدَانَ وَقَدْ أَكْثَرَ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدَانَ وَأَدْرَكَ شَاذَانَ لَكِنَّهُ رَوَى هُنَا عَنْهُ بِوَاسِطَةٍ قَوْلُهُ مَرَّ أَبُو بَكْرٍ أَيِ الصِّدِّيقُ وَالْعَبَّاس أَي بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَكَانَ ذَلِكَ فِي مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَبْكُونَ قَوْلُهُ فَقَالَ مَا يُبْكِيكُمْ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِ الَّذِي خَاطَبَهُمْ بِذَلِكَ هَلْ هُوَ أَبُو بَكْرٍ أَوِ الْعَبَّاسُ وَيَظْهَرُ لِي أَنَّهُ الْعَبَّاسُ قَوْلُهُ ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيِ الَّذِي كَانُوا يَجْلِسُونَهُ مَعَهُ وَكَانَ ذَلِكَ فِي مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَشَوْا أَنْ يَمُوتَ مِنْ مَرَضِهِ فَيَفْقِدُوا مَجْلِسَهُ فَبَكَوْا حُزْنًا عَلَى فَوَاتِ ذَلِكَ قَوْلُهُ فَدَخَلَ كَذَا أَفْرَدَ بَعْدَ أَنْ ثَنَّى وَالْمُرَادُ بِهِ مَنْ خَاطَبَهُمْ وَقَدْ قَدَّمْتُ رُجْحَانَ أَنَّهُ الْعَبَّاسُ لِكَوْنِ الْحَدِيثِ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِهِ وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ قَوْلُهُ حَاشِيَةُ بُرْدٍ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي حَاشِيَةُ بُرْدَةٍ بِزِيَادَةِ هَاءِ التَّأْنِيثِ قَوْلُهُ أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ اسْتَنْبَطَ مِنْهُ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ أَنَّ الْخِلَافَةَ لَا تَكُونُ فِي الْأَنْصَارِ لِأَنَّ مَنْ فِيهِمُ الْخِلَافَةُ يُوصُونَ وَلَا يُوصَى بِهِمْ وَلَا دَلَالَةَ فِيهِ إِذْ لَا مَانِعَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي أَيْ بِطَانَتِي وَخَاصَّتِي قَالَ الْقَزَّازُ ضَرَبَ الْمَثَلَ بِالْكَرِشِ لِأَنَّهُ مُسْتَقَرُّ غِذَاءِ الْحَيَوَانِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ نَمَاؤُهُ وَيُقَالُ لِفُلَانِ كَرِشٌ مَنْثُورَةٌ أَيْ عِيَالٌ كَثِيرَةٌ وَالْعَيْبَةُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُثَنَّاةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ مَا يُحْرِزُ فِيهِ الرَّجُلُ نَفِيسَ مَا عِنْدَهُ يُرِيدُ انهم مَوضِع سره وامانته قَالَ بن دُرَيْدٍ هَذَا مِنْ كَلَامِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُوجِزِ الَّذِي لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهِ وَقَالَ غَيْرُهُ الْكَرِشُ بِمَنْزِلَةِ الْمَعِدَةِ لِلْإِنْسَانِ وَالْعَيْبَةُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015