(قَوْلُهُ بَابُ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ الْآيَة)

فعززنا قَالَ مُجَاهِد شددنا وَقَالَ بن عَبَّاسٍ طَائِرُكُمْ مَصَائِبُكُمْ أَمَّا قَوْلُ مُجَاهِدٍ فَوَصَلَهُ الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أبي نجيح عَنهُ بِهَذَا وَأما قَول بن عَبَّاس فوصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ بِهِ وَالْقَرْيَةُ الْمُرَادُ بِهَا أَنْطَاكِيَّةُ فِيمَا ذكر بن إِسْحَاقَ وَوَهْبٌ فِي الْمُبْتَدَإِ وَلَعَلَّهَا كَانَتْ مَدِينَةً بِالْقُرْبِ مِنْ هَذِهِ الْمَوْجُودَةِ لِأَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّهُ أَهْلَكَ أَهْلَهَا وَلَيْسَ لِذَلِكَ أَثَرٌ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ الْمَوْجُودَةِ الْآنَ وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُصَنِّفُ فِي ذَلِكَ حَدِيثًا مَرْفُوعًا وَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا السُّبُقُ ثَلَاثَةٌ يُوشَعُ إِلَى مُوسَى وَصَاحِبُ يس إِلَى عِيسَى وَعَلِيٌّ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي إِسْنَادِهِ حُسَيْنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَشْقَرُ وَهُوَ ضَعِيفٌ فَإِنْ ثَبَتَ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْقِصَّةَ كَانَتْ فِي زَمَنِ عِيسَى أَوْ بَعْدَهُ وَصَنِيعُ الْمُصَنِّفِ يَقْتَضِي أَنَّهَا قبل عِيسَى وروى بن إِسْحَاقَ فِي الْمُبْتَدَإِ عَنْ أَبِي طُوَالَةَ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّ اسْمَ صَاحِبِ يس حَبِيبٌ النَّجَّارُ وَرَوَى الثَّوْرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ كَانَ اسْمُهُ حَبِيبَ بْنَ بَرِّيٍّ وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ هُوَ حَبِيبٌ النَّجَّارُ وَعَنِ السُّدِّيِّ كَانَ قصارا وَقيل كَانَ إسكافا قَالَ بن إِسْحَاقَ وَاسْمُ الرُّسُلِ الثَّلَاثَةِ صَادِقٌ وَصَدُوقٌ وَشَلُومُ وَقَالَ بن جُرَيْجٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ شُعَيْبٍ الْجَبَئِيِّ بِالْجِيمِ وَالْمُوَحَّدَةِ وَالْهَمْزِ بِلَا مَدٍّ كَانَ اسْمُ الرَّسُولَيْنِ شَمْعُونَ وَيُوحَنَّا وَاسْمُ الثَّالِثِ بُولِصْ وَعَنْ قَتَادَةَ كَانُوا رُسُلًا مِنْ قِبَلِ الْمَسِيحِ وَالله أعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015