أنا متناقض.. أفعل الطاعات والمعاصي!!

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/الإخلاص والرياء

التاريخ 29/11/1423هـ

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب مسلم في الجامعة والمعاصي قد تفشت فيها بشكل كبير، حتى رمضان المبارك أصبح شهراً للسهر والحفلات للأسف، أنا في تناقض كبير في حياتي فأنا أصلي وأصوم وأحب قراءة القرآن الكريم وأسمع الكثير من الأشرطة الإسلامية وأشرطة السيرة النبوية الشريفة والقرآن الكريم وأمنيتي الأولى والأخيرة هي الشهادة في سبيل الله، وأدعو أصدقائي دائماً إلى الصلاة وقد هدى الله بعضهم على يدي، ولكن مع هذا فأنا أتكلم مع طالبات الجامعة في أمور غير محرمة وأسمع القليل من الأغاني وأحلق لحيتي وأدخن السجائر وأنظر إلى الصور الفاسقة، لذلك أرسلت لكم رسالتي لأنني أثق بكم ولأنني أريد أن أكون عبدا مؤمنا داعيا إلى الخير وأن أكون مجاهدا في سبيل الله، لكنني أحس بأنني منافق بسبب ما أفعله من محرمات فأرجو منكم أن ترشدوني إلى الطريق الصحيح، لكي أحقق ما اتمناه وهو الشهادة في سبيل الله، وأريد أن أسألكم إذا كانت الشهادة تشفع لي في ذنوبي؟ انتظر ردكم، والسلام.

الجواب

الحمد لله، وبعد:

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم "

أخي في الله لا شك أنك -كما ذكرت- تجمع في حياتك بين تناقضات شتى ومن أهم أسبابها:

1) ضعف الإرادة أو القدرة على المقاومة والصمود أمام تيار الشهوات فقد اعترفت بذلك بقولك:"لا أصبر على ما أراه في الجامعة ... "إلخ.

وهذا العامل في نظري سبب رئيس في وقوعك المستمر في المعاصي والمخالفات، فأنت -بحمد الله- لا زلت تحظى باستعدادات جيدة تمكنك من صنع الأفضل، والتقدم إلى الأمام بيد أن ضعفك أمام مطارق الشهوة وأهواء النفس الأمارة بالسوء يجعلك تقع مرة بعد مرة في أوحال المعاصي ولذا لا مناص من معالجة هذا الضعف بكثرة الدعاء، ومعاندة النفس، وقهر سلطانها عليك بمداومة العبادة، وتدبر القرآن، ومطالعة سير السلف، ودوام التفكر بمراقبة الله سبحانه، وضرورة الحياء من نظره إليك متلبساً بانتهاك حرماته.

2) ومن الأسباب أيضاً في معاناتك اختلاطك بالفتيات في أروقة الجامعة، وقاعات الدراسة، فما الذي يجبرك على الدراسة المختلطة، وقد رأيت نتائجها موافقة للحرام من النظر والكلام والخلطة السيئة مع الفتيات؟!

وأي فائدة يجنيها الدارس في تلك الجامعات المختلطة إذا خسر دينه وشرفه ومروءته؟!

أعتقد -بارك الله فيك- أنك بأمس الحاجة إلى صدق التوبة مع الله والتخلص من هذه الأعمال التي تمارسها على الفور إن كنت جاداً في التطلع للجهاد وإقامة دولة الإسلام! فجهاد نفسك أسهل من مجالدة العدو بالسيوف والرماح فإن عجزت عن مجاهدة نفسك فكيف تقوى على منازلة الخصوم فوق ميادين القتال؟!

فبادر -حفظك الله- إلى تزكية نفسك بالعمل الصالح وصيانتها من أسباب العطب والهلكة واصدق الله في طلب الشهادة يبلغك الله منازل الشهداء ولو مت على فراشك كما صح ذلك عند مسلم من حديث سهل بن حنيف -رضي الله عنه-.

وأما سؤالك أخيراً عن أثر الشهادة في سبيل الله فلا شك أنه قد صح الحديث عند أبي داود وغيره إن للشهيد ست خصال أعلاها أن يغفر له من أول قطرة من دمه، فأمّل خيراً وأبشر، وفقك الله وأعانك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015