المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/الأخوة في الله وضوابطها
التاريخ 9/6/1422هـ
السؤال
ألخص مشكلتي.. في أنني قبل فترة أسقطت حملي بعد إسقاط سابق وتأزمت نفسياً لذلك.. حيث أنني لم أنجب بعد!! ومررت بظروف صعبة جداً.. وفي تلك الفترة لم يكن لدي أي صديقة تواسيني أو تقف معي..!! ثم تعرفت بأحد الصديقات ونشأت بيني وبينها علاقة حميمة وحب في الله.. فوقفت معي وساعدتني في أزمتي.. وانتشلتني بعد الله من كثير من همومي وأحزاني وباتت لي عوناً في ديني ودنياي.. نتنا صح ونقرأ في بعض الكتب الدينية. إلى هنا والأمور عادية.
ولكن.. فجأة تعبت صديقة سابقة لها.. علاقتها معها متينة.. وذكرت لها أن السبب هو أنا..!!! لأني استوليت عليها منها.. وأنها تريدنا أن نقطع علاقتنا معاً..!! والله يشهد أني لم أفكر يوماًً بالإساءة إلى أي أحد.. فحاولنا أن ننقطع لبعض الوقت مراعاة لصحتها.. ولكننا عجزنا.. فعدنا إلى سابق عهدنا.. وعادت هي - كما تقول - إلى المرض..!!! والغريب أنها تسمح لصديقتي بأن تحادث من تشاء إلا أنا.. ومتى ما علمت أنها كلمتني تغتم!!!
ماذا نفعل.. إنها لم تعرف بعد معنى الأخوة في الله.. وأنا لا أريد أن أسبب ألماً لأي أحد.. ولكنني بشر ولا أستطيع أن اقطع علاقتي مع صديقتي.. فماذا أفعل.. إني حائرة جداً.. أفيدوني وجزاكم الله كل خير.
الجواب
اشكر لك ثقتك وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد..وإن يرينا وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ولا يجعله ملتبساً علينا فنظل. إنه ولي ذلك والقادر عليه بالنسبة لاستشارتك فتعليقي عليها من وجوه:
أولاً: بالنسبة لإسقاطك فالحمد لله على كل حال.. وصدقيني لا نعلم جميعاً أين الخير.. والخيرة فيما اختاره الله.. فهو ـ تعالى ـ العالم القادر الرحيم.. وقد قرأت تقريراً مطولاً ذات يوم حول (الإسقاط) وفيه حقائق علمية كثيرة وعجيبة مفادها.. أن كثيراً من حالات الإسقاط يكون الجنين فيها مشوهاً أو يعتريه نقص ما.. فيكون إسقاطه رحمة لوالديه لأنه لو اكتمل وولد على ما كان عليه.. لربما كانت معاناتهما اكبر بكثير من معاناتهما بسقوطه قبل أن يكتمل.. فتبارك الله أحسن الخالقين.. فاتكلي عليه والجأئي إليه.. وأحسني الظن به.. وأكثري من الدعاء والاستغفار قال تعالى:] فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين [.
ثانياً: زاد الله ما بينك وبين أختك في الله من محبة ورحمة وتعاطف.. فأحسنا النية ولا تسمحا لأي كان بأن يؤثر على هذه العلاقة.. وليكن بينكن الوضوح الدائم والشفافية والتضحية.. حتى لا يجد الشيطان أعاذنا الله جميعاً منه مدخلاً لا فساد هذه الاخوة.