المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار
إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية
التاريخ 2/2/1425هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة ملتزمة بدين الله -ولله الحمد والمنّة- وكذلك لباسي شرعي، وأمنيتي أن أكمل لباسي الشرعي بالنقاب، ولكني أجد معارضة من والدي وزوجي بشأن النقاب، فماذا أفعل؟ مع العلم إني حاولت إقناعهم، فما الحل؟. -وجزاك الله خيراً-.
الجواب
إلى الأخت الفاضلة: - حفظها الله ورعاها- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أحمد الله حمداً كثيراً على أن جعلك حريصة على الالتزام بالدين، ورزقك الالتزام باللباس الشرعي، وهذا من فضل الله عليك، كما أهنئك على الأمنية الطيبة باكتمال التستر واللباس الشرعي، واعلمي - ثبتك الله - أن المسلم إذا تمنى الخير ثم لم يستطع فعله فإن الله - عز وجل- يكتب له الأجر كأنه عمله.
ثانياً: فهمت من سؤالك أنك تسترين جميع البدن إلا الوجه، وأنت تريدين تغطية الوجه أيضاً، ولكن والدك وزوجك يمنعانك من تغطية الوجه. أختي الكريمة: أنصحك بما يلي:
1- الثبات على هذا الحرص على اكتمال التستر، واللباس الشرعي، حتى إن لم تستطيعي العمل فليبق الحرص في قلبك؛ فلعل الله أن يكتب لك التيسير يوماً ما.
2- استمري في محاولة إقناع والدك وزوجك، ولأجل ذلك لا بد أن تزيدي علمك الشرعي حتى تكوني أكثر اقتناعاً وإقناعاً.
3- احرصي كثيراً على الرفق فإنه وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري (6030) ومسلم (2165) من حديث عائشة - رضي الله عنها - والرفق سبب في الثبات على الهداية، والرفق يحفظ لك المكتسبات والمنجزات بدلاً من أن تضيع بسبب ترك الرفق، والرفق هو الذي يسهل لك كسب الآخرين وإقناعهم بما تريدين، فالتزمي الرفق مع والدك وزوجك حتى تستطيعي إقناعهم، والتزمي الرفق مع الأخوات المحجبات غير المنقبات، واعلمي أنهن على خير وصلاح، والتزمي الرفق مع نفسك فعوديها على الخير بالتدريج، ولا تتقدمي بها خطوة إلى الأمام إلا حين تطمئني إلى عدم حصول مفسدة، فتغطية وجه المرأة قد يكون سهلاً وميسوراً في بعض البلاد، فيجب على المرأة أن تسارع إلى الالتزام به، لكنه في بعض البلدان قد يكون عسيراً وصعباً جداً فلتترفق المرأة المسلمة ولتتريث حتى يفرج الله عنها، وييسر لها الالتزام بتغطية الوجه. أسأل الله بأسمائه الحسنى أن يسهل لك هذا العمل المبارك، وأن يجعل والدك وزوجك، ومجتمعك عوناً لك. والله أعلم.